2.4.3 - الشيخ المربي أبو العباس العريبي (إشبيلية، بعد 580/1184)
لقد كان الشيخ أبو العباس العريبي أول شيخ يلتقيه ابن العربي في طريق التصوف، فالتزم معه وسلّم إليه نفسه ملتزما بالآداب العامة للمريدين. والعريبي أصله من العلياء في البرتغال غربي الأندلس وكان قد جاء إلى إشبيلية لتربية المريدين وتعليمهم طريق الزهد والتصوف، وكان يدعو إلى تقوية صلة القربى بأهل الله وتفضيلها على القرابة الجسدية:
كنت قاعداً يوماً بإشبيلية بين يدي شيخنا في الطريق أبي العباس العريبي من أهل العليا بمغرب الأندلس فدخل عليه رجل فوقع ذكر المعروف والصدقة فقد قال الرجل: الله يقول "الأقربون أولى بالمعروف"، فقال الشيخ على الفور: "إلى الله"، فما أبردها على الكبد.[195]