شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.4.2.9 - المنفعة المتبادلة في الترويض والمواجيد (586/1190)

ولقد ذكرنا في الأعلى أيضاً أن علاقة الشيخ محي الدين بشيوخه كانت علاقة تعليم متبادل وليست فقط علاقة مريد بشيخه، فيقول الشيخ محي الدين أنه قد انتفع بالشيخ يوسف كثيرا وما راضه أحد من مشايخه سواه، ولكن الشيخ يوسف أيضاً انتفع من مواجيد الشيخ محي الدين، فكان له تلميذاً وأستاذاً، وكلّ ذلك لأن الشيخ محي الدين قد تقدّم فتحه على رياضته كما ذكرنا أعلاه، فبلغ مراتب الشيوخ والمعلمين وهو بعد ما يزال مريدا.[191]

فيقول الشيخ محي الدين أن السبب الموجب للرجوع مع هذا إنما هو طلب الكمال، ولكن لا ينزل بل يدعوهم من مقامه ذلك، وهو قوله على بصيرة، فيشهد فيعرف المدعوّ على شهود محقق.

وكذلك فمن الناس من لا يعود بعد الشهود فالذي لم يُردّ ما له وجه إلى العالم فيبقى هناك واقفا، وهو أيضاً المسمى بالواقف، فإنه ما وراء تلك العقبة تكليف ولا ينحدر منها إلا من مات. ثم يقول الشيخ أن من الواقفين من يكون مستهلَكا فيما يشاهده هنالك وقد وجد منهم جماعة وقد دامت هذه الحالة على أبي يزيد البسطاميّ وهذا كان حال أبي عقال المغربيّ وغيره.[194]

وسوف نجد في الفصل الرابع أن الشيخ محي الدين سيزور الشيخ يوسف الكومي في مدينة سلا جنوبي المغرب، وربما ذهب إلى هناك بشكل مخصوص كي يودع شيخه الذي تربى على يديه لأنه قد قرّر أن يسافر بشكل نهائي إلى المشرق.