3.1 - رحلته الأولى خارج الأندلس
لقد رأينا في الفصل السابق كيف أن الشيخ محي الدين رضي الله عنه كان قد التقى أثناء سياحته في الساحل جنوب غربي الأندلس قرب قرية روطة الشيخ أبي عبد الله محمد بن أشرف الرندي الذي وعده أن يلقاه بإشبيلية. ولكن لما وصل الشيخ محي الدين إلى إشبيلية أقام الله بخاطره الرحلة إلى عبد العزيز المهدوي بتونس ليراه وينتفع به. ويقول الشيخ محي الدين أن ذلك كان يوم الثلاثاء؛ فشاور والدته في السفر فأذنت له، فأرسل له صاحبه الرندي مع شخص غريب قادم إلى إشبيلية ليقول له: "صاحبك الرندي يُقرؤك السلام وهذا كان طريقه إليك، ولكن خطر لك الساعة أن ترحل إلى تونس فسِر مسلَّماً عافاك الله، واجتماعنا إن شاء الله إذا وصلت إشبيلية".[284]