1.5.1.2 - وأمّا ما كان منها في علوم الحقائق في الطريق الصوفي، فمن ذلك (اثنان وعشرون مصنَّفاً):
(6). – كتاب الجمع والتفصيل في أسرار معاني التنزيل.
أكملت منه إلى قوله تعالى: "وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح" [الكهف: 60]، وجاء بديعا في شأنه؛ ما أظن على البسيطة من نزع في القرآن ذلك المنزع، [189أ] وذلك أني رتبت الكلام فيه على كلِّ آية على ثلاث مقامات: مقام الجلال أولاً، ثم مقام الجمال، ثم مقام الاعتدال؛ وهو البرزخ، حيث الورث الكامل المحمدي، فهو مقام الكمال. فآخذ الآية من مقام الجلال والهيبة، وأتكلم عليها حتى أردّها إلى ذلك المقام بألطف إشارة وأحسن عبارة، ثم آخذها بعينها وأتكلم عليها من مقام الجمال، وهو يقابل المقام الأول، حتى أردّها كأنها إنما نزلت في ذلك المقام خاصة، ثم آخذ تلك الآية بعينها وأتكلم عليها في مقام الكمال بكلام لا يشبه الوجهين المتقدمين، وفي هذا المقام أتكلم على ما فيها من أسرار الحروف والكلمات والحروف الصغار، التي هي الحركات والسكون الحي والسكون الميت -إن كان فيها شيء من ذلك-، والنسب والإضافات والإشارات، وما أشبه ذلك. فإذا فرغت من ذلك انتقلت إلى الآية التي تجاورها. وما فيه كلمة لأحد أصلا إلا إن كان استشهاداً، فيمكن، وهو قليل.
(7). – وكتاب الجَذوة المقتبسة والخَطرة المختلسة.
(8). – وكتاب مفتاح السعادة في معرفة المدخل إلى طريق الإرادة.
(9). – وكتاب المثلثات الواردة في القرآن.
مثل قوله تعالى: "لا فارض ولا بكر عوان" [البقرة: 68]، وقوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا" [الإسراء: 110].
(10). – وكتاب المسبَّعات الواردة في القرآن.
مثل قوله تعالى: "خلق سبع سماوات" [الطلاق: 12]، وقوله تعالى: "وسبعة إذا رجعتم" [البقرة: 196].
(11). – وكتاب الأجوبة على المسائل المنصورية.
هي نحو مئة سؤال سألني عنها صاحب لي اسمه منصور (وأغب الظن أنه: منصور المقري المصري الذى ورد اسمه في سماعات عديدة، وكان يقوم بنسخ بعض مؤلفات الشيخ).
(12). – وكتاب مبايعة القطب في حضرة القرب.
يحوي على مسائل جمة من مراتب الأملاك والمرسلين والنبيين والعارفين والروحانيين؛ ما سُبقت في علمي إليه.
(13). – وكتاب مناهج الارتقاء إلى افتضاض أبكار البقاء المخدَّرات بخيمات اللقاء.
يحوي على ثلاثمائة باب، في كل باب عشر مقامات، [189ب] فهو يتضمن ثلاثة آلاف مقام.
(14). – وكتاب كنه ما لا بدَّ (للمريد) منه.
(15). – وكتاب المحكم في المواعظ والحكم وآداب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
(وفي بعض النسخ عُدَّ هذا العنوان كتابين منفصلين).
(16). – وكتاب الحلى في استنزال روحانية الملأ الأعلى.
(وفي بعض النسخ: الجلى).
(17). – وكتاب كشف المعنى عن سرِّ أسماء اللّه الحسنى.
(18). – وكتاب شفاء الغليل في إيضاح السبيل، في الوعظ.
(19). – وكتاب عقلة المستوفز في إحكام الصنعة الإنسانية وتحسين الصبغة الإيمانية.
(20). – وكتاب جلاء القلوب (في أسرار علام الغيوب).
اتفق في هذا الكتاب عجيبة، وذلك أني لما وضعته أخذ منه كل واحد من أصحابنا كراسة أو اثنتين ليطالعها. وأما صدر الكتاب فكان في نحو عشرين ورقة. فخرجنا به ليلة خارج البلد مع جملة من أصحابنا، فقعدنا في ربوة نطالع فيه، وكان من أبدع الموضوعات. فلما فرغنا من قراءته وضعناه في الأرض؛ فاختطف، وما أدري من اختطفه، أجنيِّ أم بشر ممن يحتجب عن الأبصار! وما عرفت له خبراً إلى الآن. وأما بقية الكتاب فما جمعته بعد ذلك ولا ردّه إليَّ كلُّ من كان عنده شيء منه، فتَلفَ. فهذا كان من شأنه.
(21). – وكتاب التحقيق في شأن السر الذي وقر في نفس الصدّيق.
(22). – وكتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام.
(23). – وكتاب الإفهام في شرحه (أي في شرح الإعلام).
(وقد ذكر هذا العنوان على الهامش، وسقط من طبعة عوَّاد، بل ألحق كجزء مكمل للعنوان 22.).
(24). – وكتاب السراج الوهاج في شرح كلام الحلاج.
(25). – وكتاب المنتخب من مآثر العرب.
(26). – وكتاب نتائج الأفكار وحدائق الأزهار.
(27). – وكتاب الميزان في حقيقة الإنسان.
فهذه الكتب المودوعة، وما أدري خرج عن ذكري منها شيء أم لا؛ فإنّ العهد تقادم والخاطر غير مصروف لما كان في الزمان الماضي، حذراً من فوت الوقت. (وربّما يدلُّ هذا على أنَّ هذه المصنَّفات كتبت قبل قدوم الشيخ إلى المشرق، أي قبل سنة 598 هـ. ولكن نلاحظ كذلك أنَّ بعض هذه الكتب التي كانت مفقودة في ذلك الوقت هي الآن موجودة بالفعل، في حين لا يزال بعضها الآخر مفقوداً، وخاصَّة كتاب "الجمع والتفصيل" الذي يُعدُّ كنزاً فريداً في التفسير، بحسب وصف الشيخ له.)