2.0 - الشفق: انتشار المدرسة الأكبرية في العالم الإسلامي
ابن العربي (الديوان الكبير، ص 43) ... شاهد التعليقات على هذه القصيدة في الفقرة [ref:commentsch22] في نهاية هذا الفصل.
فعلى الرغم من وجود المنكرين والمنددين، لم يخل الزمان من المريدين المحبين الصادقين الذين عشقوا علوم الشيخ الأكبر وتذوقوا بعض ما جاء به من المعرفة فتفانوا في الدفاع عنه وتوضيح حقيقة أقواله وما نُسب إليه فقاموا بشرح كتبه الكثيرة وخاصة فصوص الحكم الذي يوجد له أكثر من مائتي شرح معظمها لا يزال مخطوطاً والذي ترجم في العصر الحديث للعديد من اللغات العالمية.
وكما انبثقت من الغرب وانتشرت ببطء إلى الجزيرة العربية وبلاد الشام، عبر شمال إفريقيا ومصر، فإن تعاليمه لاقت استقبالًا جيدًا، باهتمام واحترام كبيرين، من قبل الناس في تركيا وآسيا الصغرى، وكذلك الهند، وخاصة من قبل الصوفيين والفلاسفة واللاهوتيين الذين حولوا أعماله وشرحوا مفاهيمه العميقة. فعلى سبيل المثال لا تزال الكثير من المؤسسات الدينية والتجمعات الصوفية في بعض هذه البلدان تدرّس كتاب فصوص الحكم وبعض أعماله الأخرى المهمة.
لذلك فبالإضافة إلى الشيوخ المشهورين، فإن معظم الطرق الصوفية، مثل النقشبندية، القادرية، الشاذلية، العلوية، البكداشية، الشستية، الكبروية، المولوية، السنوسية، السهروردية والتيجانية، في مختلف بلدان آسيا وأفريقا، ومؤخرًا في أوروبا والأمريكتين كما سنرى المزيد حول ذلك في الفصل 3.0 أدناه، فجميعهم تأثروا بشكل ملحوظ بتعاليم الشيخ محي الدين ابن العربي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان لشيوخهم أثر كبير في نشر ونقل علومه وعقائده من خلال دروسهم أو كتابات تلاميذهم اللاحقين.
وسنذكر هنا بعض العلماء الذين برز اسمهم في هذا المجال مرتبين على القرون التي تلت وفاة الشيخ محي الدين ابن العربي.
القائمة التالية مرتبة حسب القرون التي أعقبت وفاته، بدءًا من القرن السابع الهجري إلى القرن الخامس عشر الحالي، الموافق للثالث عشر إلى القرن الحادي والعشرين الميلادي. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذا الاختيار بعيد عن أن يكون شاملاً، وأن الترتيب تقريبي وفقًا لتاريخ وفاتهم، والذي قد يكون أيضًا غير مؤكد أو غير معروف.