0.2.4 - ملاحظة بخصوص المراجع والمصادر
بالإضافة إلى كتب التاريخ المختلفة وكتب الرجال والوفيات، فإن اعتمادنا في هذا الكتاب كان بشكل أساسي على الدرر التي التقطناها من بحر “الفتوحات المكيّة”، الذي ذكر فيه الشيخ الأكبر الكثير من الحوادث التي مرّ بها في أسفاره المختلفة. بعد ذلك فإن رسالة “روح القدس في مناصحة النفس” تُعتبر مرجعاً أساسياً لكلّ من يريد دراسة حياة الشيخ الأكبر لأنه ذكر فيها العديد من شيوخه الذين تعامل معهم والذين كثيرا ما لا نجد تعريفهم في الكتب الأخرى.
ومعظم المعلومات الموجودة في روح القدس نجدها كذلك، مع بعض الإضافات المهمة، في رسالة “الدرّة الفاخرة في ذكر من انتفعت بهم في طريق الآخرة” وهي رسالة طويلة يبدو أنها نسختها الأصلية مفقودة ولكن هناك بعض المخطوطات للنسخة المختصرة التي أعاد الشيخ محي الدين كتابتها بناءً على طلب أحد أصحابه. ولقد قام رالف أوستن بترجمة القصص الواردة في هذين المصدرين، روح القدس والدرة الفاخرة، في كتاب تحت عنوان: "صوفية الأندلس" الذي نشر عام 1988 [citep:arabi2013sufis].
وكذلك فقد استفدنا بشكل كبير من رسائل ابن العربي الأخرى التي ذكر فيها بعض شيوخه مثل الإجازة التي كتبها للملك الأشرف الأيوبي، والتي سرد فيه العديد من شيوخه الذين استطاع أن يذكرهم في ذلك الوقت. وسوف نذكر النص الكامل المحقق لهذه الإجازة في الجزء الثالث من هذا الكتاب.
بالإضافة إلى ذلك فقد استخلصنا الكثير من التواريخ من مقدمات كتب الشيخ محي الدين أو من داخل النصوص حيث يتكلم عن سبب تأليفه لهذه الكتب وتاريخه بالإضافة إلى ذكر حوادث أخرى مختلفة.
أما بخصوص المعلومات من سير بعض الصوفيين البارزين الآخرين، المعاصرين للشيخ محي الدين ، فقد اعتمدنا علي المصدر الرئيسي لذلك العصر، وهو الكتاب الذي كتبه أبو يعقوب يوسف بن يحيى التاديلي (ت 617/1220) ، والمعروف باسم ابن الزيات، وهو كتاب التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي، تحقيق أحمد توفيق ، الرباط ، 1984 [citep:tadili1984].
ولم نقم بكل هذا العمل من الصفر بل استفدنا كثيراً من الكتب الجيدة الأخرى للباحثين الذين سبقونا في هذا المجال واعتمدنا عليهم كثيراً في تجميع هذا الكتاب حيث قدّموا لنا عرضاً مفصلاً لحياة الشيخ الأكبر من خلال كتبه الكثيرة المطبوعة والمخطوطة والتي لم يمكن لنا الوصول إليها لولا أبحاثهم المهمة في تصنيفها ودراستها واستخلاص النتائج منها. فرغم أننا اعتمدنا بشكل أساسي على مؤلفات الشيخ محي الدين ابن العربي نفسه، إلا أنه لا بدّ من ذكر بعض المراجع المهمة التي سهّلت علينا طريق البحث كثيراً.
فنذكر في هذا الخصوص أولا الباحث الإسباني أسين بلاثيوس وهو الذي قدّم كتاباً يعدّ من أول وأهم الدراسات حول حياة الشيخ الأكبر رغم ما فيه من الأخطاء والمغالطات، وقد قام عبد الرحمن بدوي بترجمة هذا الكتاب من الإسبانية إلى العربية وهو بعنوان: “ابن العربي، حياته ومذهبه” وطبع سنة 1979 من قبل وكالة المطبوعات في الكويت وبيروت.
ومن الأعمال المهمة والتي لا يمكن لأي باحث الاستغناء عنها ما قدمه الدكتور عثمان يحيى في كتابه (Histoire et Classification de l’oeuvre d’Ibn ’Arabi) والذي ترجمه الدكتور أحمد الطيبي إلى العربية ونُشر باسم “مؤلفات ابن العربي، تاريخها وتصنيفها”، ونشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة سنة 2001. وفي هذا الكتاب قام الدكتور عثمان رحمه الله مشكوراً بتقديم جدول بتواريخ وجود الشيخ الأكبر في المدن والبلدان المختلفة التي مرّ بها وذكرها في كتبه المختلفة أو ذكرها بعض تلاميذه في سماعاتهم على الكتب التي نقلوها عنه. ولكن هذا الجدول فيه أخطاء كثيرة أيضاً.
وكذلك اعتمدنا بشكل كبير على الكتاب المهم الذي قدمته كلوديا عداس باللغة الفرنسية أيضاً وترجم إلى اللغة الإنكليزية وهو كتاب “البحث عن الكبريت الأحمر” [Claude Addas, Ibn `Arabi ou La quete du Soufre Rouge (Paris: Gallimard, 1985); trans. P. Kingsley, Quest for Red Sulphur: The Life of Ibn `Arabi (Cambridge: Islamic Texts Society, 1993).]. وقامت كلوديا مشكورة بتحليل ودراسة حياة الشيخ وعلاقته بالشيوخ الذين التقى بهم في رحلاته المختلفة، ثم ذكرت في آخر كتابها نفس الجدول الذي وضعه الدكتور عثمان يحيى وأضافت عليه بعض التفاصيل وخاصة فيما يخص السنوات العشرين الأخيرة حين وجود الشيخ الأكبر في دمشق. وسنذكر نحن هذا الجدول في ملحق آخرَ هذا الكتاب إن شاء الله تعالى مع بعض الإضافات المهمة للأحداث التي ذكرناها داخل الكتاب.
كذلك من الكتب التي استفدنا منها أيضًا ، خاصة في المجلد الثاني ، عند مناقشة منتقدي الشيخ الأكبر ، هو كتاب: "ابن عربي في التراث الإسلامي اللاحق: تشكيل صورة جدلية في الإسلام في العصور الوسطى"، للكاتب ألكسندر كنيش ، نشر من قبل مطبعة جامعة ولاية نيويورك في عام 1999 [citep: knysh1999ibn].
وأخيراً لا بد من ذكر كتاب ستيفين هرتنشتاين: “الرحمن المطلق، الحياة الروحية والفكرية لابن العربي” والذي طُبع في أكسفورد سنة 1999، وقد قدّم فيه الدكتور ستيفين تحليلا جميلا لحياة الشيخ الأكبر الروحية وقدّمها بطريقة سهلة ومشوقة [Stephen Hirtenstein, The Unlimited Mercifier, The Spiritual Life and Thought of Ibn `Arabi (Oxford: Anqa, 1999).].
وبالإضافة إلى هذه الكتب، فهناك بعض الكتب الأخرى التي استفدنا منها نذكر منها كتب الدكتورة سعاد الحكيم الكثيرة أمثال المعجم الصوفي (دار دندرة، بيروت، 1981) وتحقيقها لكتاب الإسراء (دار دندرة، بيروت، 1988) وكتب أخرى لها.
وهناك كُتب أخرى جيدة باللغة العربية والفارسية والتركية والإنكليزية والفرنسية وسوف نذكر بعضها في حينه داخل هذا الكتاب، وأيضاً في مسرد المراجع في آخر الكتاب إن شاء الله.