5.1.6.7 - التنزلات الموصلية (الموصل 601/1205)
وفي الموصل في هذه السنة كتب الشيخ محي الدين كتاب "التنزلات الموصلية في أسرار الطهارات والصلوات والأيام الأصلية" الذي يتناول موضوع المعاني الباطنية للوضوء والصلاة وعلاقة الأيام الأصلية بأوقات الصلوات، وقد ألفه الشيخ محي الدين في بضعة أيام في الموصل.
وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ محي الدين ابن العربي لديه رؤية فريدة في معاني الأيام وأنواعها وعلاقتها مع بعضها لا توجد عند غيره من المفكرين أو الفلاسفة. فهو يعتبر أن هناك ثلاثة أنواع من الأيام هي الأيام المشهودة وهي الأيام العادية المعروفة، ثم أيام السلخ وهي المشار إليها في قوله تعالى في سورة يس: [b]((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ [37]))[/b]، وهي ترتبط بالأيام المشهودة بعلاقة معينة ذكرها الشيخ محي الدين في كتاب أيام الشأن. وأما النوع الثالث من الأيام فهي أيام الإيلاج وهي الأيام الأصلية المقصودة في عنوان هذا الكتاب، وهي أيضاً مذكورة بالتفصيل في كتاب أيام الشأن.[662]
ونشير في هذا الصدد أيضاً أن رؤية الشيخ محي الدين للزمن وطبيعته تعتبر رؤية فريدة لم يسبق لأحد من العلماء أو الفلاسفة أن تحدّث عنها، ولقد قمنا في الأطروحة بدراسة تفصيلية لمفهوم الزمن عند الشيخ محي الدين ابن العربي ومقارنته مع النظريات العلمية الحديثة وخلصنا إلى نتائج مهمة تدل على إمكانية الاستفادة من رؤية الشيخ محي الدين عن الزمن في تفسير بعض الظواهر الفيزيائية المستعصية وبناء نظرية متكاملة عن أصل العالم وتركيبه. وكما ذكرنا من قبل فسوف نعدّ هذه الأطروحة للنشر باللغة العربية قريبا إن شاء الله تعالى.