2.3.4 - الجذبة
والجذبة أو الجذب مصطلح صوفي يُقصد به "ملاحظة العناية الإلهية للعبد باجتذابه إلى حضرة القرب" وذلك بأن يهيّئ الله له كلّ ما يحتاجه في طريقه لاجتياز المنازل والمقامات دون كلفة ولا مشقّة، بعكس المريد السالك الذي يقطع الطريق بالمجاهدة والرياضة. ويقول شيوخ التصوف: إن صاحب الجذبة يرى في بدايته ما يكون له في نهايته، وإن جذبةً من جذبات الحق تُربي على أعمال الثقلين.
فالمراد إذاً مجذوبٌ عن إرادته، وهذه الحالة خطيرة جدّاً بين الصوفية. يقول الشيخ محي الدين في رسالة الأنوار: "فإن الإنسان إذا تقدم فتحُه قبل رياضته فلن يجيء منه رجلٌ أبداً إلا في حكم النادر"،[146]وهكذا كان ابن العربي من هذه النوادر.