شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.2.4 - عمّه عبد الله بن محمد ابن العربي الطائي وقصة توبته

يروي الشيخ محي الدين قصة عمّه عبد الله وهو شقيق أبيه الذي كان في أواخر عمره في بداية العقد الثامن ولم يكن إذ ذاك يعتقد بالتصوف والزهد حتى هداه صبي صغير إلى هذا الطريق بسبب كلمة قالها له وهو في دكّان العطّار عندما جاء هذا الصبيُّ الصغير فطلب منه أن يعطيه قليلا من "الشونيز الأبيض"، والشونيز هو الحبة السوداء ولا تكون أبداً بيضاء اللون. فاستهجن ذلك أبو محمد وضحك وقال للصبي إنني أضحك من شدة جهلك لأن الشونيز لا يكون أبيضاً. وهنا جاء جواب الصبي صاعقا ومؤثرا حيث قال له: إن جهلي بهذه الأمور لن يضرّني عند الله ولكن لهوك وغفلتك التي أنت فيها ستضرّك عنده حيث أنك لا تزال معرضا عنه رغم تقدمك في العمر. فأثّر ذلك الكلام كثيرا في نفس الرجل المسن وكان ذلك سبب رجوعه إلى طريق الله، فكان يختم القرآن كل يوم ويهدي نصف ثوابه لهذا الصبي.[79]فلما دخل طريق التصوف زهد في الدنيا وعاش بعد ذلك ثلاث سنوات بلغ خلالها مقامات عالية في الولاية، ثم مات وعمره ثلاث وثمانون سنة، وكان ذلك قبل دخول ابن العربي في طريق التصوف.

وبالإضافة إلى كتاب الدرة الفاخرة، فقد ذكر الشيخ محي الدين قصة عمّه عبد الله في كتاب روح القدس حيث ذكر له أيضاً عدة كرامات مثل تنسمه ريح الجنة في الصباح واختفاء الأدرة الكبيرة التي أصيب بها عند موته بالإضافة إلى تنبؤه الدقيق بموعد موت ابنه وموته. يقول ابن العربي في روح القدس:

ومنهم رضي الله عنهم أبو محمد عبد الله بن محمد ابن العربي الطائي وهو عمي شقيق والدي دخل هذه الطريق في آخر عمره على يد صبي صغير لم يدر ما هذا الطريق. دخله وهو في عمر الثمانين فلازم المجاهدة والسواحل حتى برع فيه. كانت له في كل يوم ختمة لازمة يهب نصفها لذلك الصبي الذي رجع على يديه؛ بصّره ذلك الصبي بالطريق.

وكذلك فيبدو أن عمه عبد الله كان صاحب من سيكون أحد شيوخه وهو أبو علي حسن الشكاز الذي سنذكره بعد قليل؛ فيقول الشيخ محي الدين في روح القدس أنه كان يبيت عنده وهو صغير مع عمه وكان يخدمه.[80]