شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.4.8 - مقام مُلك المُلك (دمشق)

ومقام ملك الملك مقام عزيزٌ ذكره الحكيم الترمذي وكان لأبي يزيد البسطامي، وقد شرح الشيخ محي الدين هذا المقام في جوابه على السؤال السادس عشر من مسائل الترمذي في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات المكية في جوابه على الأسئلة التي وضعها الترمذي في كتاب "ختم الأولياء".[830]

وفي دمشق لقي الشيخ محي الدين رجلاً كان له مثل هذا الحال، بل يقول إنه ربما كان أمكن فيه من الشيخ أبي يزيد حيث يقول إنه قعد معه يوماً بجامع دمشق فذكر له هذا الرجل حاله مع الله وما يجري له معه في وقائعه، فقال له أن الحق ذكر له عِظم ملكه فقال له: يا رب ملكي أعظم من ملكك! فقال له الحق: كيف تقول؟ وهو أعلم، فقال له: يا رب لأن مثلك في ملكي، فإنك لي تجيبني إذا دعوتك وتعطيني إذا سألتك، وما في ملكك مثلك! قال: فقال له الحق: صدقت.

فيقول الشيخ محي الدين: وما رأيت أحداً ذهب إلى ما يقارب هذا المذهب أو هو هو سوى محمد بن علي الترمذي الحكيم، فإنه يقول في هذا المقام "مقام ملك الملك".

ثم يضيف الشيخ محي الدين ويقول إن هذا الرجل كان يبكي أدباً مع الله ويقول للشيخ محي الدين: يا أخي هو يجرئني عليه ويباسطني، فكان الشيخ الأكبر يقول له: إذا كان الله يفرح بتوبة عبده كما قاله عنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فكيف يكون نظره إلى العارفين به.[831]