شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.4.7 - الشيخ الأكبر يذوق هذا المقام

ثم يقول الشيخ الأكبر رضي الله عنه أنه قد ذاق هذا المقام ومرّ عليه وقت يؤدّي فيه الصلوات الخمس إماماً بالجماعة على ما قيل له بإتمام الركوع والسجود وجميع أحوال الصلاة من أفعالٍ وأقوالٍ وهو في هذا كله لا علم له بذلك، لا بالجماعة ولا بالمحلّ ولا بالحال ولا بشيء من عالم الحس لشهودٍ غلب عليه غاب فيه عن نفسه وعن غيره وأُخبر أنه كان إذا دخل وقت الصلاة يقيم الصلاة ويصلي بالناس، فكان حاله كالحركات الواقعة من النائم ولا علم له بذلك، فعَلم أنّ الله حفظ عليه وقته ولم يُجر على لسانه ذنبا.

ويقول الشيخ رضي الله عنه أنه كان في بعض الأوقات في حال غيبته هذه يشاهد ذاته في النور الأعم والتجلي الأعظم بالعرش العظيم يصلي بها وهو عريّ عن الحركة بمعزلٍ عن نفسه ويشاهدها بين يدي الله تعالى راكعة وساجدة وهو يعلم أنه هو ذلك الراكع والساجد؛ كرؤيا النائم، واليدُ في ناصيته، وكان يتعجب من ذلك ويعلم أن ذلك ليس غيره ولا هو هو، ومن هناك، كما يقول الشيخ، عرف المكلَّف والتكليف والمكلِّف.[829]