شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.3.2 - سنة 610/1113

ذكرت كلوديا عداس في كتابها عن حياة الشيخ محي الدين ابن العربي أنه كان في هذه السنة 610 في حلب وأنه قام بقراءة كتاب التجليات هناك.[762]ولكن يبدو أن هناك خطأ في هذا التحديد، لأن المرجع الذي تعتمد عليه، وهو تعليقات ابن سودكين على كتاب التجليات، يذكر أن هذه التعليقات قام بها ابن سودكين النوري بناءً على موافقة الشيخ محي الدين بعد أن انتقدها أحد الأصحاب في سنة 610 وكان الشيخ غائبا، فلما قدم الشيخ محي الدين إلى حلب أخبره ابن سودكين فأذن له الشيخ محي الدين بكتابة التعليقات التي كتبها. ولكن ليس هناك أي إشارة تدلّ على تاريخ قدوم الشيخ محي الدين إلى حلب، ربّما يكون في نفس هذه السنة 610، وربّما يكون خلال سنة 611 قبل أن يذهب إلى مكة للحج، أو بعد أن يأتي منها، كما سنرى بعد قليل. ولكن، مع أن التاريخ الذي ذكره ابن سودكين أن الانتقادات وُجّهت سنة 610، إلا أن مشافهة الشيخ محي الدين بها والتعليقات عليها قد تكون حدثت بعد ذلك بكثير، ربما سنة 617 حيث سنجد الشيخ محي الدين في حلب على وجه التأكيد يقرأ على تلاميذه كتاب القربة وكتاب العظمة وغيرها.

في الحقيقة يبدو أن الخطأ الذي وقعت به كلوديا عداس في تحديد هذه السنة سببه عثمان يحيى محقق كتاب التعليقات على التجليات، وذلك لأنه يقول في مقدمته أنه على الرغم من أنه غير متأكد من تاريخ تأليف كتاب التجليات نفسه (وقد ناقشنا ذلك أعلاه وأنه كان سنة 606 على الأغلب) إلا أنه بالنسبة لتعليقات ابن سودكين فهو "على علمٍ تامٍّ بها من حيث الزمان والمكان والمناسبة التاريخية"، ثم ذكر كلام ابن سودكين عن انتقاد الكتاب سنة 610. ولكن كما قلنا فإن كلام ابن سودكين لا يعني أبداً أن التعليقات تمّت فعلياً في هذه السنة.