شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.3.3 - أين كان الشيخ محي الدين سنة 610/1113؟

فماذا يعني قول ابن سودكين أن الشيخ محي الدين "كان غائبا" حين انتُقد كتاب التجليات سنة 610؟ ونحن نعلم أن ابن سودكين كان مثل بدر الحبشي لا يفارق الشيخ محي الدين أبداً منذ أن تعرّف عليه في مصر سنة 603!

نجد الجواب على ذلك في أخد مخطوطات الأدعية التي تركها الشيخ محي الدين رضي الله عنه، وهي ما يعرف باسم "أوراد أيام الأسبوع" التي يوجد منها العشرات بل المئات من المخطوطات حول العالم، ذكر عثمان يحيى بعضاً منها في تصنيفه.[763]ففي مخطوطة موجودة في مكتبة الأسد بدمشق ذكر الناسخ أن الشيخ محي الدين قال عند ذكره لورد يوم الثلاثاء:

ظهر علي شيخان مهيبان فِي خلوة فِي جبل الفتح سنة 610، فقَالَ أَحدُهما: اِرو عني إِلى كُلِّ صَادقٍ وَإِلى كُلِّ مُريدٍ فائِقْ: "ربِّ أَدخلني فِي بحرِ أَحَدِيَّتِكَ"، وَقَالَ الآخرُ: اِنقل عني إِلى كُلّ من تسبّبَ: "ربِّ أَكرِمني بشُهُوْدِ أَنوارِ قُدسِكَ".

ثم يقول الناسخ أن الشيخ الأكبر قال إن هذا الدعاء والثناء الشريف يؤدي للكشف والقربة إلى الله تعالى.[764]

هناك مكانين على الأقل في التاريخ الإسلامي يُعرفان بجبل الفتح، الأول هو جبل طارق في الأندلس، والثاني هو جبل يقع شمال شرق بلاد الروم في منطقة جورجان وأذربيجان.[765]فيبدو أن الشيخ محي الدين كان في هذه الفترة هناك في هذه المناطق الجبلية الوعرة قريبا من بلاد الهند يقضي بعض الأوقات معتزلا عن الناس، وربّما هذا ما يفسر قلة ذكره لسنة 609 وسنة 610 وكذلك عدم وجود مخطوطات فيها سماعات تعود لهذا التاريخ.