شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.2.5.3 - تفاخر سلطان إشبيلية بابن العربي (مكة 608/1212)

ذكر العيدورس في "النور السافر عن أخبار القرن العاشر" حكاية غريبة وقعت للشيخ ابن العربي تدلّ على فضله العظيم، وقال إنه ذكر بعض المعتنين بأخباره والمدونين لمحاسن آثاره أن صاحب إشبيلية أرسل مالاً عظيماً إلى مكة المكرمة وأوصى الوكيل أن لا يفرّق هذا المال إلا أعلم أهل الأرض، واتفق أنه اجتمع في تلك السنة بمكة من المشايخ والعلماء والفقهاء ومن كلّ ذي فنّ من العلوم ما لم يجتمع في عصر من الأعصار. ويضيف العيدورس أنها هي نفس السنة التي اجتمع فيها الشيخ شهاب الدين السهروردي بالشيخ محي الدين رضي الله عنهما. فيقول الراوي أنه أجمع الكل على الشيخ محي الدين رضي الله عنه، وأن لا يفرّق المال سواه، ففرّقه.

ثم يضيف الراوي فيقول إنه لما فرغ الشيخ محي الدين من تفريق المال قال: لولا من خوفي خرق الإجماع لامتنعت! فقال له بعض أصحابه: لِم يا سيدي؟ قال: ما أُريدَ به وجهُ الله، بل أريد به التفاخر. فقال له: بيّن لي ذلك! فقال الشيخ: إن صاحب الغرب أراد أن يفتخر بي على سائر ملوك الأرض، إذ قد علم أنّه لا يفرّقه سواي، فما أراد به وجه الله تعالى، بل أراد التفاخر.

فيقول الراوي: فبلغ ذلك المجلس إلى صاحب إشبيلية فبكى، وقال: صدق الشيخ هذا أردت.[756]