شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.2.5.2 - متى حدث اللقاء بينهم

أغلب الظن أن اللقاء بين شهاب الدين السهروردي وابن العربي قد تم في مكة أثناء موسم الحج على الرغم من أن بعض المصادر تقول أنه حدث في بغداد. فقد نقلت كلوديا عداس، التي تشكك في حدوث هذا اللقاء أصلا، عن عثمان يحيى أنه يشير إلى أن هذا اللقاء تم في بغداد،[754]ثم نقلت أيضاً عن القاري البغدادي (توفي 821/1418) قوله في "مناقب ابن عربي" أنه قال إن هذا اللقاء حصل في مكة.[755]

تَبني كلوديا عداس فرضيتها في نفي اللقاء بين الشيخ الأكبر وشهاب الدين السهروردي على أنه لو تمّ مثل هذا اللقاء لكان الشيخ محي الدين نقل حاله الذي وصفناه أعلاه (أن مقامه برزخي) عنه مباشرة وليس عن طريق نقل أحد أصحابه، وأنه ذكر ذلك بعد وفاة السهروردي سنة 632 لأنه يقول "رحمه الله". ولكن هذه الفرضية غير مبرّرة لأنه لا يمنع كونهما التقيا من قبل أن يلتقي الشيخ محي الدين بأحد أصحاب السهروردي وينقل له ما نقله عنه ثم يكتب ذلك في الفتوحات المكية بعد وفاة شهاب الدين السهروردي.

وفي الحقيقة فإن علاقة السهروردي مع الشيخ محي الدين ولقاءهما قد تكون أعمق بكثير مما نتصور، رغم أنه لا توجد وثائق تاريخية بذلك. فقد رأينا حين تكلمنا أعلاه عن وجود الشيخ محي الدين في قونية أنه أرسل رسالة إلى صاحبه الذي بعث يسأل عنه وصادف ذلك ليلةً كانت قاسية على الشيخ الأكبر لم ير مثلها من شدّة ما تجلّى له من حكم القضاء والقدر، فردّ الشيخ محي الدين على صاحبة بكتاب يشرح له فيه ذلك، فكان هذا الكتاب مؤثراً بحيث أدى بصاحبه إلى إطالة التفكّر فيه مما أدى إلى وفاته بعد أيام. وفي هذا الكتاب يدعو الشيخ محي الدين صاحبه هذا باسم "شهاب الدين"، ولا نعلم من الشيوخ الذين يذكرهم الشيخ الأكبر شخصاً باسم شهاب الدين غير السهروردي الذي ذكره في الفتوحات المكية أربعة مرات، ثلاثة منها باسم "شهاب الدين السهروردي" والرابعة باسم "شهاب الدين" فقط، وهي التي نتكلّم عنها هنا. ورغم أن هذه الفرضية ستغيّر الكثير مما هو معروفٌ عن تاريخ الشيخ الأكبر أنه استقرّ في دمشق منذ سنة 620، ولكن من غير المستبعد أنه يغادر إلى المدن الأخرى التي زارها كثيراً من قبل مثل قونية وبغداد ثم يعود إلى دمشق.

بالإضافة إلى ما ذكرنا أعلاه فإنه يتضح من القصة التالية التي سنرويها فيما يلي أن هذا اللقاء قد حصل وكان مشهوراً وكان في مكة المكرمة.