5.3 - الرحلة نحو الشمال، الدورة الثالثة (608/1211-611/1214)
في الواقع لا توجد دلائل قوية على ما سنذكره في هذه المرحلة من سنة 608 إلى سنة 611 حيث يبدو لنا أن الشيخ محي الدين قد غادر مكة المكرمة إلى بلاد الروم، ربما قونية أو ملطية، ثم عاد إلى حلب في سنة 610/611 قبل أن يعود من جديد إلى مكة خلال سنة 611، ومن غير المستبعد إذا كان الأمر كذلك أن يكون الشيخ الأكبر قد مرّ بدمشق في الذهاب والإياب، وكذلك بالمدينة المنورة. وسوف نسوق الأسباب التي دعتنا إلى هذا الاستنتاج من خلال تفصيل هذه الرحلة في الفقرات التالية.
ولكن الاحتمال الآخر إذا لم يكن هذا الاستنتاج صحيحا، هو أن الشيخ الأكبر رضي الله عنه قد بقي في مكة المكرمة طوال هذه الفترة من سنة 608 إلى سنة 611. كما أنه من المحتمل أن يكون قد ذهب إلى أماكن أخرى كالعراق مثلا، خاصة وأنه يبدو لنا من خلال حديثه، وخاصة في ترجمان الأشواق الذي كان يكتب قصائده في هذه الفترة، أن تجربته في العراق قد تتعدى الزيارتين القصيرتين التين قام بهما إلى بغداد سنة 601 (اثنا عشر يوما) وسنة 608 (لا تزيد عن الشهر).
رحلته نحو الشمال، الدورة الثالثة: (مكة-بلاد الروم-حلب-مكة)