شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.13.2 - تأويل الرؤى (القاهرة، 603/1207)

ويقول الشيخ محي الدين أنه أخبر الجماعة بهذه الواقعة فسُرّوا بها وشكروا الله. ثم بعد ذلك وضع الشيخ رأسه في عبّه فنظم في نفسه أبياتا في المعرفة، ونام أصحابه، واستيقظ منهم عبد الله الموروري وناداه: يا أبا عبد الله! فلم يجبه الشيخ محي الدين، وتظاهر كأنه نائما، فقال له: ما أنت بنائم، أنت تعمل شعراً في معرفة الله وتوحيده. فرفع الشيخ رأسه وقال له: من أين لك هذا؟ فقال عبد الله الموروري: رأيتك تعقد شبكة رفيعة، فأوّلت الخيوط الرفيعة التي تعقدها شبكة معاني مفرّقة تجمعها وكلاماً منثوراً تنظمه، فقلت هذا يعمل شعراً، فقال له الشيخ محي الدين: صدقت، فمن أين عرفت أنه في معرفة الله وتوحيده؟ قال: قلت الشبكة لا يُصاد بها إلا ذو روح حيّ عزيز المأخذ، فلم أجد شعراً فيه روح وحياة وعزّة إلا فيما يتعلق بالله تعالى. فيقول الشيخ محي الدين حين يذكر ذلك في محاضرة الأبرار: فكان تأويل رؤياه عجيب أعجب إلينا من الرؤيا، رضي الله عنهم أجمعين.[712]