شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.13.3 - تأويل كلام القصرية (القاهرة، 603/1207)

وفي مصر أيضاً في هذه السنة يروي الشيخ محي الدين أن أحمد الحريري أخبره عن أبي عبد الله القرياقيّ أنه كان يمشي معه في مكان يقال له سويقة وردان وكان قد اشترى قصرية صغيرة لابنٍ صغيرٍ كان عنده ليبول فيها، فاجتمعوا في منزلٍ والقصرية عنده جديدة ومعهم رجال صالحون فأرادوا أكل شيء فطلبوا إداماً يأتدمون به، فاتفق رأيهم على أن يشتروا قطارة السكر فقالوا هذه القصرية ما مسّها قذر وهي جديدة على حالها فملؤوها قطارة وقعدوا يأكلون إلى أن فرغوا وانصرف الناس ومشى صاحب القصرية بها مع أبي العباس. قال أبو العباس فوالله لقد سمعت بأذني هذه وسمع معي الشيخ أبو عبد الله القرياقيّ القصرية وهي تقول: "بعد أن أكل فيّ أولياء الله أكون وعاء للقذر؟! والله لا كان ذلك." وانتفضت من يده وسقطت على الأرض فتكسّرت. قال أبو العباس فأخَذَنا من كلامها حال.

فلما روى أبو العباس هذه القصة للشيخ الأكبر قال له إنكم غبتم عن وجه موعظة القصرية لكم، فليس الأمر كما زعمتم، وكم من قصرية أكل فيها من هو خيرٌ منكم وبعد ذلك استُعملت في القذر، وإنما قالت لكم: "يا إخواني لا ينبغي لكم بعد أن جعل الله قلوبكم أوعية لمعرفته وتجليه أن تجعلوها وعاءً للأغيار وما نهاكم الله أن تكون قلوبكم وعاءً له"، ثم تكسرت؛ أي هكذا فكونوا مع الله. فقال له أبو العباس: ما جعلنا بالنا لما نبهتنا عليه.[713]