شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.3.5 - الخليل (شهر شوال/ذو القعدة 598/1202)

ولكن الشيخ الأكبر لم يذهب مباشرة إلى مكة، وربما كان سبب عدم توقفه كثيرا في مصر أنه كان يخطط لزيارة إبراهيم الخليل ولوطا عليهما السلام في مدينة الخليل في فلسطين.

ومدينة الخليل تقع في وسط فلسطين إلى الشمال الشرقي من الضفة الغربية شمال مدينة القدس، وتعود في تاريخها إلى أكثر من 3500 سنة قبل الميلاد وقد أطلق الكنعانيون عليها اسم "أربع" نسبة إلى اسم ملكهم ثم لمّا خضعت لحكم العبرانيين الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر أطلقوا عليها اسم حبرون وهو يعني عصبة أو اتحاد، ولما اتصلت المدينة ببيت خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام والذي يقع على سفح الجبل المقابل سمّيت المدينة الجديدة بالخليل. وكان إبراهيم عليه السلام قد وفد إليها مع أهله في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وقد دفن فيها هو و زوجته سارة وولده إسحاق وزوجته رِفقة وكذلك النبي يعقوب وولده يوسف عليهما السلام بعد أن نُقل جثمانهما من مصر. خضعت مدينة الخليل للحكم الإسلامي سنة 638 ميلادية وقد اهتم بها المسلمون كثيرا نظرا لأهميتها الدينية كونها تضم رفات العديد من الأنبياء.

وسوف يزور الشيخ محي الدين ابن العربي مدينة الخليل عدداً من المرّات كلّما مرّ بفلسطين وفيها كتب واحداً من كتبه البديعة وهو كتاب اليقين الذي سمّاه على اسم مسجد اليقين في نفس البقعة التي سجد فيها إبراهيم عليه السلام حينما رأى انتقام الله تعالى من قوم لوط كما سنذكر في الفصل الخامس.