شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.5.17 - منزل النور (فاس، 591)

ويبدو أن هذه الأحوال الغريبة التي وصفناها أعلاه تحصل للمرء من منزل النور؛ حيث يصبح كلّه نورا أي روحا، فالجسم مزيج بين النور والظلمة وهو الذي يقيّنا في حدود المادّة وفي حدود الزمان والمكان. أما إذا خرج الإنسان عن جسمانيته فيصبح نورا محضا، وبذلك النور يرى من خلفه مثل ما يرى من بين يديه. فيقول ابن العربي أن هذا المقام ناله سنة وثلاث وتسعين وخمسمائة بمدينة فاس في صلاة العصر وهو يصلي بجماعة بالمسجد الأزهر بجانب عين الخيل فرآه نوراً يكاد يكون يكشف من الذي بين يديه، غير أنه لما رآه زال عنه حكم الخلف وما رأى لنفسه ظهرا ولا قفا ولم يفرّق في تلك الرؤية بين جهاته بل كان مثل الأُكرة لا يعقل لنفسه جهة إلا بالفرض لا بالوجود. ويضيف الشيخ أن هذا الأمر كما شاهده كان قد تقدم له قبل ذلك كشف الأشياء في عرض حائط قبلته ولكن هذا كشف لا يشبه ذلك الكشف.[429]

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ليلة حين فرغ من صلاته: "اللّهُمّ إِنّي أسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي، وتَجْمَعُ بهَا أمْرِي، وَتَلُمّ بهَا شَعَثِي، وتُصْلِحُ بهَا غائِبي، وَتَرْفَعُ بهَا شَاهِدِي، وَتُزَكّي بهَا عَمَلِي، وَتُلْهِمُنِي بهَا رُشْدِي، وتَرُدّ بهَا الفَتِي، وَتَعْصِمُنِي بهَا مِنْ كُل سُوءٍ. اللّهُمّ أعْطِني إيمَاناً وَيَقِيناً لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ. ورَحْمَةً أَنَالُ بهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ في الدّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللّهُمّ إِنّي أَسْألُكَ الفَوْزَ في العَطَاءِ (ويروي في القَضَاءِ) وَنُزُلَ الشُّهَدَاءِ وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ والنَّصْرَ عَلَى الأعْدَاءِ. اللّهُمّ إِنّي أُنْزِلُ بِكَ حَاجَتِي وَإِنْ قَصُرَ رَأْيِي وَضَعُفَ عَمَلِي افْتَقرْتُ إلى رَحْمَتِكَ. فَأَسْأَلُكَ يا قَاضِيَ الأُمُورِ، وَيا شَافِيَ الصّدُورِ، كَمَا تُجِيرُ بَيْنَ البُحُورِ، أَنْ تُجِيرَني مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ، وَمِنْ دَعْوَةِ الثبُورِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القُبُورِ. اللّهُمّ مَا قَصُرَ عَنْهُ رَأْيِي وَلَمْ تَبْلُغْهُ نِيّتِي وَلَمْ تَبْلُغْهُ مَسْألَتِي مِنْ خَيْرٍ وعَدْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ خَيْرٍ أنْتَ مُعْطِيهِ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ فإِنّي أرْغَبُ إلَيْكَ فِيهِ وَأَسْأَلُكَهُ بِرَحْمَتِكَ رَبَّ العَالِمِينَ. اللّهُمّ ذَا الحَبلِ الشّدِيدِ، وَالأمْرِ الرّشِيدِ، أَسْأَلُكَ الأمْنَ يَوْمَ الوَعِيدِ، وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الخُلُودِ مَعَ المُقَرَّبِينَ الشّهُودِ، الرُّكَّعِ السُّجُودِ، المُوفِينَ بالْعُهُودِ، أنت رَحِيمٌ وَدُودٌ، وَإنّكَ تَفْعَلُ ما تُرِيدُ. اللّهُمّ اجْعَلْنَا هادِينَ مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالّينَ وَلاَ مُضِلِّينَ سَلْماً لأَوْلِيَائِكَ وَعَدُوّاً لأَعْدَائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أحَبّكَ ونُعَادِي بِعَدَاوَاتِكَ مَنْ خالَفَكَ. اللّهُمَّ هَذَا الدُّعاءُ وَعَلَيْكَ الاستِجابَةُ وَهَذَا الجُهْدُ وَعَلَيْكَ التّكْلاَنُ. اللّهُمّ اجْعَلْ لِي نُوراً في قَبْرِي، وَنُوراً في قَلْبِي، ونُوراً مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، ونُوراً مِنْ خَلْفِي، ونُوراً عَنْ يَمِيني، ونُوراً عنْ شِمَالِي، ونُوراً مِنْ فَوْقِي، وَنُوراً مِنْ تَحْتِي، وَنُوراً في سَمْعِي، وَنُوراً في بَصَرِي، وَنُوراً في شَعْرِي، وَنُوراً في بَشَرِي، وَنُوراً في لَحْمِي، وَنُوراً في دَمِي، ونوراً في عِظَامِي. اللّهمّ أَعْظِمْ لِي نُوراً وأَعْطِنِي نُوراً وَاجْعَلْ لِي نُوراً (وفي رواية: وَاجْعَلْني نُوراً). سُبْحَانَ الّذِي تَعَطّفَ العِزّ وقَال بِهِ، سُبْحَانَ الّذِي لَبِسَ المَجْدَ وَتكّرمَ بِهِ، سبحَان الّذِي لا يَنْبَغِي التّسْبِيحُ إلاّ لَهُ. سُبْحَانَ ذِي الفَضْلِ وَالنِّعَمِ. سُبْحَانَ ذِي المَجْدِ والكَرَمِ، سُبْحَانَ ذِي الجَلاَلِ والإكْرَامِ."[430]

وما يهمنا في هذا الدعاء الطويل الذي ذكرناه بكامله للفائدة هو إلحاح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأن يجعل الله له نورا في قلبه وقبره ومن بين يديه ومن خلفه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته وفي سمعه وفي بصره وفي شعره وفي بشره وفي لحمه وفي دمه وفي عظامه، وأن يُعظم له الله نورا ويعطيه نورا ويجعل له نورا، وفي رواية ويجعله نورا.

فيقول الشيخ محي الدين في فصل السجود في الصلاة من الباب الثامن والستين من الفتوحات المكية أنه إذا سجد العارف دعا بهذا الدعاء ليجعل له الله في كل عضو إدراكا بنور خاص يقع به التمييز ثم يقيمه بعد هذا في عين الجمع والوجود فتتحد الأنوار بأحدية العين بأن "يجعله نورا" إن كان في حالة الأحدية أو "يجعل فيه نورا" يهتدي به في ظلمات كونه إن لم يكن هناك.[431]

ثم يفصّل الشيخ الأكبر في الباب السادس ومائتين حيت يتكلم عن التجلي وأنواع الأنوار فيقول إن النور هو العلم فالنور الذي هو من فوقنا هو العلم الخارج عن الكسب أي هو علم الكشف الذوقي وأما النور الذي من تحتنا فهو العلم الذي نحكم عليه بالفكر والعقل، وأما النور الذي هو عين ذاتنا فهو كما دعا فيه صلّى الله عليه وسلّم "واجعلني نوراً" فهو عين ذاته، وفي رواية "واجعل لي نوراً" فهو جميع ما ذكر من الأنوار (في الباب السادس ومائتين). ثم يقول إن قوله صلّى الله عليه وسلّم: :اجعلني نوراً" هو مشاهدة نور ذاته إذ لا يُشهد إلا به فإنّ ذاته ما قبلت هذه الأنوار من هذه الجهات الست إلا لعدم إدراكها نور نفسها الذي قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من عرف نفسه عرف ربه" و"[b](([/b]اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ[b]))[/b] [النور: 35]" وغيرها من الأمثلة التي مثّله بها.

ثم يقول الشيخ محي الدين في هذا الباب أن العبد إذا حصل له هذا المقام يشاهد الأنوار منفهقة منه يتنور بذاته عالم سمواته وأرضه، فما يحتاج إلى نور غريب يستضيء به، لأنه يصبح هو المصباح والفتيلة والمشكاة والزجاجة، فإذا عرف هذا عرف أيضاً الزيت، وهو الإمداد الإلهي، وعرف الشجرة التي يكاد زيتها يضيء. ويضيف قائلا: "فإذا كانت الزجاجة كالكوكب الدرّي، وهو الشمس هنا، فما ظنك بالمصباح الذي هو عين ذاتك! فلا يكن يا أخي دعاؤك أبداً إلا أن يجعلك الله نوراً. ويزيد قائلا أن هنا سرّ عجيب ينبه عليه من غير شرح لأنه لا يحتمل الشرح؛ وهو أن الله يضرب الأمثال لنفسه ولا تُضرب له الأمثال فيُشبِهُ الأشياء ولا تُشبِهُهُ الأشياء، فيقال: "مَثَلُ الله في خلقه مَثَلُ الملك في ملكه" ولا يقال: "مَثَلُ الملك في ملكه مَثَلُ الله في خلقه"، فإنّه عين ما ظهر وليس ما ظهر عينه، فإنّه الباطن كما هو الظاهر في حال ظهوره، فلهذا قلنا هو مثل الأشياء وليست الأشياء مثله إذ كان عينها وليست عينه. ويقول الشيخ محي الدين أن هذا من العلم الغريب الذي تغرّب عن وطنه وحيل بينه وبين سكنه، فإن نكرته العقول لأنها معقولة (أي مقيّدة) غير مسرّحة. ولذلك نجد أن الكثيرين ممن انتقدوا الشيخ الأكبر وحتى من الدارسين والمحبين له قد أشكل عليهم بعض أقواله التي تنطلق من هذه المشكاة ومن هذا النوع من النور الذي لا يتميّز إلا لصاحب القلب الذي ألقى السمع وكثيرا ما يقف عندها صاحب العقل لأن عقله يقيّده من قبول هذه المعاني التي قد تفوق طوره مع أنه يمكن أن يعقلها حين يدرسها ويتلقاها بصدر رحب من غير حكم مسبق.

ثمّ يتكلم الشيخ محي الدين رضي الله عنه في هذا الباب البديع عن بقية أنواع الأنوار كأنوار المعاني المجردة عن المواد وأنوار الأرواح والأنوار الطبيعية وأنوار الرياح التي ذكرنا من قبل أنها تجلّت له حين كان في قرطبة كما ذكرنا في الفصل الثاني.[432]

وما أطلنا الشرح في هذا المقام إلا لأهميّته وفائدته العظيمة، وأنه ربما يزيل الغطاء عن بعض القلوب المعاندة ويكشف ظلمة بعض العقول الغافلة، ومن أراد الزيادة فليراجع الباب المذكور من الفتوحات المكية وهو الباب السادس ومائتين.

ويقول الشيخ الأكبر رضي الله عنه في الباب الخامس والأربعين وثلاثمائة "في معرفة منزل سرٍّ صدق فيه بعض العارفين فرأى نوره كيف ينبعث من جوانب ذلك المنزل، وهو من الحضرات المحمدية" أن هذا المنزل من منازل التوحيد والأنوار وقد أدخله الله تعالى هذا المنزل مرتين وصار فيه نوراً كما قال صلّى الله عليه وسلّم في دعائه "واجعلني نوراً". ثم يقول إنه من هذا المنزل علم الفرقان بين الأجسام والأجساد؛ فالأجسام هي هذه المعروفة في العموم لطيفها وشفافها وكثيفها، ما يُرى منها وما لا يُرى، أما الأجساد فهي ما يظهر فيها الأرواح في اليقظة الممثلة في صور الأجسام وما يُدركه النائم في نومه من الصور المشبّهة بالأجسام فيما يعطيه الحسّ وهي في نفسها ليست بالأجسام.

ثم يقول إنه لما أعطي هذا المنزل وأقام فيه سنة إحدى وتسعين وخمسمائة (وكان في فاس) شُبّه له بالماء في النهر إذ لا يتميز فيه صورة معيّنة قبل أن يحصل في الأواني، بل هو عين الماء لا غير، فإذا حصل ما حصل منه في الأواني تعيّن عند ذلك ماءُ الحَبّ من ماء الجرّة من ماء الكوز وظهر فيه شكل إنائه ولون إنائه، فحكمت عليه الأواني بالتجزيء والأشكال مع أننا نعلم أنه هو عين الماء الذي النهر مما لم يظهر فيه شكل، ولكن الفرقان بين الصورتين في ضرب المثل هو أن ماء الأواني إذ فقدت الأواني رجعت إلى النهر الأصلي، وكذلك أنوار المنازل إذا فُقدت المنازل رجعت إلى النور الأصلي، ولكن لمّا أراد الله بقاء هذه الأنوار على ما قبلَته من التمييز خلق لها أجساداً برزخية تميّزت فيها هذه الأرواح عند انتقالها عن هذه الأجسام الدنيوية في النوم وبعد الموت، وخلق لها في الآخرة أجساماً طبيعية كما جعل لها في الدنيا ذلك.[433]أي أنه سبحانه لو لم يُرد لهذه الأنوار أن تبقى على ما هي عليه من التمييز، لرجعت إلى النور الأصلي وهو الله سبحانه، من اسمه النور، وهو نور السموات الأرض، وقد قال: "وإليه ترجعون"، ولولا ذلك أي لولا أنه سبحانه جعل لهذه الأنوار أجسادا برزخية لَما كان هناك بعث وحياة بعد الموت، ومن هنا نستطيع أن نفهم قول الله سبحانه وتعالى في سورة الزمر: [b](([/b]اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى[b] [42]))[/b]، والله أعلم وهو علاّم الغيوب، والله يقول الحق وهو يهدي السبيلّ.

ونختم هذه الفقرة الطويلة بدعاء النور للشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ المَلِكُ الحَقُّ المُبِيْنُ، أَنْتَ اللهُ، نُوْرُ الأَنْوَارِ، وَعَالِمُ الأَسْرَارِ، وَمُدَبِّرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالقَائِلِ فِي الكِتَابِ الكَرِيْمِ المَكْنُوْنِ:[b](([/b]الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ[b]))[/b][الأنعام: 1].

سَيِّدِيْ: بِفَضْلِكَ لاَ تجعَلْني ممَّنْ عَدَلَ بِطُغْيَانِهِ، وَغَلَبَتْ شَقَاوَتُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، وَامْدُدْنِيْ بِرَقِيْقَةٍ مِنْ رَقَائِقِ اسمِكَ النُّوْرُ لِيَفِيْضَ مَدَدُهَا عَلَى ذَاتِي بِنُوْرِكَ وَامْتِنَانِكَ، فَتَمْلأَ قَلْبي بِنُوْرِ إِيمَانِكَ، وَعَقْلِي بِنُوْرِ مَعْرِفَتِكَ، وَبَصَرِي بِنُوْرِ مُشَاهَدَتِكَ، وَسمْعِي بِنُوْرِ خِطَابِكَ، وَفِكْرِيْ بِنُوْرِ اقْترَابِكَ، وَتَوَلَّ أَمْرِيَ بِنُوْرِ ذَاتِكَ، وَأَسْفِرْ وَجْهِيَ بِنُوْرِ صِفَاتِكَ، وَأَسْبِلْ عَلَيَّ مِنْ فَوْقِيَ نُوْراً مِنْ سِترِكَ وَبِرِّكَ، وَمِنْ تحْتيَ نُوْراً يحْفَظُني مِنْ مَكْرِكَ، وَعَنْ يمِيْنيَ نُوْراً إِلهِياًّ قُدْسِياًّ، وَعَنْ شِمَاليَ نُوْراً مُنِيْفاً مُحَمَّدِياًّ، وَمِنْ أَمَامِيَ نُوْراً شَرِيْفاً مِنْ نُوْرِكَ القَدِيْمِ، أَهْتَدِيْ بِهِ إِلى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيْمِ، وَأَيِّدْ أَمْرِيَ بِنُوْرِ تَدْبِيرِكَ وَضِيَاءِ إِرَادَتِكَ، وَأَيِّدْ رِزْقِيَ بِقُدْرَتِكَ وَنُوْرِ مَشِيْئَتِكَ.

مَلِيْكِيَ: وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ فِيْمَا سَأَلْتُهُ مِنْكَ بِمُحَمَّدٍ الكَامِلِ، الفَاتِحِ الخَاتِمِ، نُوْرِ أَنْوَارِ المَعَارِفِ، وَسِرِّ أَسْرَارِ العَوَارِفِ، صَفْوَةِ خَلْقِكَ وَسِرِّ عِلْمِكَ. وَأَسْأَلُكَ بِنُوْرِ وَجْهِكَ وَبِسَاطِ رَحمَتِكَ، أَنْ تَكْسُوَنِي خِلْعَةً مِنْ نُوْرِ جَلاَبِيْبِ العِصْمَةِ، وَأَدْخِلْني بِفَضْلِكَ فِي مَيَادِيْنِ الرَّحمَةِ، وَكُنْ لي مِنْ حَيْثُ لاَ أَكُوْنُ، وَاحْفَظْني فِي الحَرَكَةِ وَالسُّكُوْنِ، يَا أَللهُ يَا نُوْرُ يَا حَقُّ يَا مُبِيْنُ: نَوِّرْ قَلْبيَ بِنُوْرِكَ، وَأَيْقِظْني بِشُهُوْدِكَ، وَعَرِّفْني الطَّرِيْقَ إِلَيْكَ، وَسَهِّلْهُ بِفَضْلِكَ، وَأَدِّبْني بَيْنَ يَدَيْكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ. وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.[434]