شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.5.16 - وجه بلا قفا (فاس)

وبالإضافة إلى الفناء حيث ينسلخ المرء بشكل ما عن جسمانيته ويصبح روحاً محضاً خارجاً عن المادة، فقد ذاق ابن العربي حالة أخرى مشابهة أصبح فيها كله وجه بلا قفا. ولقد كان مثل هذا الحال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فيقول ابن العربي أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كله وجه بلا قفا فإنه قال صلّى الله عليه وسلّم إني أراكم من خلف ظهري[427]فأثبت الرؤيا لحاله ومقامه فثبتت الوجهية له، وذكر الخلف والظهر لبشريّته فإنهم ما يرون رؤيته ويرون خلفه وظهره. ثم يضيف ابن العربي أنه لمّا ورث النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذا المقام وكانت له هذه الحال كان يصلي بالناس بالمسجد الأزهر بمدينة فاس فإذا دخل المحراب يرجع بذاته كلها عيناً واحداً فيرى من جميع جهاته كما يرى قبلته لا يخفى عليه الداخل ولا الخارج ولا واحد من الجماعة حتى إنه ربما يسهو من أدرك معه ركعة من الصلاة فإذا سلّم وردّ وجهه إلى الجماعة يدعو فيرى ذلك الرجل يجبر ما فاته فيخلّ بركعة فيقول له فاتك كذا وكذا فيتمّ صلاته ويتذكّر. ويضيف الشيخ محي الدين أن لا يعرف هذه الأشياء ولا هذه الأحوال إلا من ذاقها ومن كانت هذه حاله فحيث كانت القبلة فهو مواجهها وهكذا ذاقه هو بنفسه.[428]