شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.3.3 - الشيخ عبد العزيز المهدوي

وهو الشيخ عبد العزيز بن أبي بكر المهدوي المعروف بابن الكره (توفي 621/1224)، وهو أحد تلاميذ الشيخ أبي مدين، وكان الشيخ محي الدين يحبه كثيرا، وهو الذي يعود له الفضل في كتابة العديد من الكتب المهمة التي كتبها الشيخ محي الدين وأهداها للشيخ أبي محمد عبد العزيز المهدوي سواء في بيته في تونس أو من مكة وأرسلها له، ومنها رسالة روح القدس ورسالة الدرة الفاخرة التين لا غنى عنهما لمن يريد أن يكتب عن حياة ابن العربي لأنه ذكر فيهما العديد من الرجال الذين التقى بهم مع تحديد المكان والزمان في كثير من الأحيان. ويقول الشيخ الأكبر في كتاب روح القدس موجها كلامه لعبد العزيز:

وأبشرك يا وليّي رضي الله عنك أني جربت إخواني في هذا الطعام من باب المغرب إلى باب مكة فما دخل في بطني أخلص من طعامك. كنت أجد له ما لا يمكن وصفه وذلك لطيب النفوس وعدم تعلق خاطرك به إلا في وقت ما تعرفه أنت وابن المرابط وتعرف سببه. وهذا أعجب ما تسمع في هذا الباب وله أصل يستند إليه في اللحم الذي تصدق به على بريرة وهو حرام على النبي صلّى الله عليه وسلّم فلما أهدت منه للنبي صلّى الله عليه وسلّم أكله حلالا محضا وقال هو عليها صدقة ولنا هدية.[362]فألق بالك يا وليي وأحضر ذهنك في هذه المسألة فإنها لطيفة وقد قصدتك بها متحفا فإنها من أعظم التحف لأنها تعطيك من أسرار وضع الشرع من عند الله في عبيده علما كثيرا.[363]

وكذلك ينقل الشيخ محي الدين عن الشيخ عبد العزيز قوله حول قارئ القرآن الذي هو كلام الله أنه يقول: ما دام في بشريته فالكلام له من وراء حجاب ولكن إذا خرج عن بشريته ارتفع الحجاب، فيقول الشيخ محي الدين أن عبد العزيز قد أصاب في ذلك القول وأخطأ فأما إصابته فإثباته وتقريره للكلام من وراء الحجاب وإنه لم يجمع بينه وبين المشاهدة وأما خطؤه فقوله "ارتفع الحجاب" ولم يقيّد وإنما يقال ارتفع حجاب بشريته ولا شك أنه خلف حجاب بشريته.[364]