شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.3.2 - الشيخ أبو عبد الله بن خميس الكناني

كان الشيخ الكناني مرابطا في مرسى عبدون وكان الشيخ المرشد للصوفية الذين يؤُمّون هذا المكان، وكان ذا مرتبة عالية بين الرجال مع أنه كان يخفيها ولا يعلم ذلك منه إلا القليل. ولكن الشيخ محي الدين ابن العربي، رغم صغر سنه وحداثة عهده في التصوف، كان مطلعا على مرتبة الشيخ الكناني ويذكر في رسالة الدرّة الفاخرة أنه قضى برفقته أقل من سنة وكان يحبّه ويجلّه كثيراً في حين أن صاحبه الشيخ المهدوي لم يكن يعرف المقام الرفيع لهذا الشيخ ولذلك لما أراد الشيخ محي الدين الرحيل أوصاه الشيخ الكناني أن لا يبوح لصاحبه المهدوي عن مقامه وحاله، وحتى طلب منه أن لا يفكر هو نفسه بذلك.[359]

ومع ذلك فإن علوّ درجة الشيخ الأكبر بين مشاهير الأولياء والشيوخ الكبار لم تكن تمنعه من احترامهم وتبجيلهم، حيث يذكر الشيخ الأكبر أن الشيخ الكناني كان له شأن رفيع في العلم بالله تعالى وله بركات مشهودة، وقد زاره الشيخ محي الدين حافيا على قدميه في شدة الحرّ[360]تأسّيا بشيخيه أبي يعقوب وأبي محمد الذين قالا له إنهما زاراه على هذه الحالة.[361]