شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.9.9 - الشيخ أبو محمد مخلوف القباني

يقول عنه الشيخ محي الدين في روح القدس أنه سكن قرطبة حتى مات عن إذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ذهب إليه ابن العربي مع والده رحمه الله تعالى فدعا له وبقيا عنده من غدوة حتى صلاة العصر وأكلا من طعامه. ويقول إنه كان من يدخل بيته يأخذه الحال قبل أن يراه. وكان ذاكرا على الدوام خلاف أوراده فكان له كل يوم خلاف ذكره كذا ألف تسبيحة وكذلك التكبير والتحميد والتهليل. وكان يعم بدعائه أهل السموات وأهل الأرض حتى الحيّات في البحر وكان سريع العَبرة.

ويقول الشيخ محي الدين أنه تركه في عافية وانصرف إلى منزله فلما جاء الليل وأخذ مضجعه فرأى في المنام كأنه بأرض واسعة وسحاب يدنو فيها صهيل الخيل وقعقعة اللجم ورأى أشخاصا ركبانا وعلى أقدامهم فينزلون في ذلك الفضاء حتى امتلأ بهم الفضاء ما رأى قط أحسن وجوها منهم ولا أنقى ثيابا ولا أحسن من خيلهم، وكان يرى رجلا طويلا عظيم اللحية أشيب يده إلى خده واسع الوجه، فكان من بين الجماعة كلها يقول له أخبرني ما هذا الجم الغفير فيقول له هؤلاء جمع النبيين من آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام ما بقي أحد منهم إلا نزل. فقال له الشيخ محي الدين: من أنت منهم؟ قال أنا هود صاحب عاد، فكان يقول له: فيم جئتم؟ فيقول جئنا عوّادا زائرين أبا محمد، فاستيقظ ابن العربي فسأل عن الشيخ مخلوف فوجده قد مرض تك الليلة فلبث أياما ومات رحمه الله تعالى.[273]

ويذكر الشيخ محي الدين ابن العربي أن قد رأى جميع الأنبياء والرسل مرتين في زمانين مختلفين، وكما ذكرنا أعلاه فهناك إشارات إلى أن مثل هذا الجمع الغفير للأنبياء والرسل كان بمثابة البشرى للشيخ محي الدين أنه هو الذي سيكون خاتم الأولياء المحمديين.