4.3 - الاختلاف في عدد المصنفات بحسب المخطوطات
كما هو الحال في الفهرس، فقد ذكر الشيخ في بداية الإجازة أن إحصاءه لمصنفاته ليس إحصاءً كاملا، وإنما دوَّن فقط ما كان يتذكره في وقتها، وذكر أن بعضها يتألف من بضع كراسات وبعضها يتألف من أجزاء عديدة، فربما يفسر هذا سبب الاختلاف بين ما ذكره الشيخ في الفهرس وما ذكره في الإجازة، ولكن كيف نستطيع أن نبرِّر الاختلاف الكبير في عدد المصنفات بين النسخ المختلفة للإجازة.
يقدر عثمان يحيى عدد المصنفات التي ورد ذكرها في الإجازة ما بين 265 إلى 286 مصنفاً، فنسخ برلين ونسخة طلعت 633 تذكر 265 مصنفاً، بينما تذكر نسخة المخطوطة رقم 19945 في دار الكتب المصرية بالقاهرة 286 مصنفا. في حين إنَّ نسخة المكتبة الظاهرية رقم 4679 تحوي 273 كتاباً في حين تحوي في نسخة برلين رقم (743-21 آ) 290 كتاباً، وتحوي نسخة المكتبة الظاهرية رقم (5924) 304 كتاباً، ونضيف ما ذكره العياشي في ماء الموائد أن عدد المؤلفات في الإجازة بلغ 358 مصنفاً.
كما ذكرنا أعلاه، العدد الكبير في بعض النسخ ناتج عن إضافة عناوين من مصادر أخرى، حيث نجد مثلاً أن نسخة جامعة برنستون، وهي من أقدم النسخ، يضيف فيها الناسخ بعض العناوين في آخر الإجازة، بعد أن انتهى النص، وكذلك نسخة كوبرلو 766 ونسخة شهيد علي باشا 2796. وقد أشار النساخ إلى ذلك بشكل واضح بعبارة: "هذا آخر الإجازة في التاريخ المعين في صدر الكتاب، وله أيضاً ..." وذلك بعد ذكر كتاب "العبد والرب"، وهو نفس العنوان الذي انتهت به رسالة الفهرس أيضاً.
كذلك يمكن تفسير الاختلافات الأخرى بين المخطوطات أنه ناتج عن أخطاء النسخ، فربما أسقط بعض النساخ ذكر بعض الكتب، وربما مزجوا بين العناوين أو قسموا العنوان الواحد فعدُّوه عنوانين أو أكثر، وربما ألحق بعضهم عناوين أخرى لكتب يعرف أنها للشيخ محي الدين، فبعض هذه المخطوطات لا يعدو كونه مدونة شخصية. على كل حال إن هذا الاختلاف لا يقلل من أهمية الإجازة، وإنّما يجب أخذ الكثير من تفاصيلها بشكل حذر ويجب التحقق من جميع العناوين المذكورة فيها، عن طريق مقارنتها بالفهرس أو بما ورد في الكتب الأخرى.