0.2.4 - المصادر الستة لعناوين المصنفات
بناءً على ما سبق، سوف نجمع عناوين مصنَّفات الشيخ الأكبر من ستة مصادر، الثلاثة الأولى منها موثوقة وليس لدينا أيُّ شكٍّ في صحتها، وهي تضمُّ أغلب العناوين. وأما المصادر الثلاثة الأخرى فهي لا ترقى إلى المستوى القطعي بسبب وجود بعض الخلل والشك والصعوبة في تحديد صلتها بالشيخ الأكبر، كما سنوضحه أدناه:
1. – المصدر الأوّل هو العناوين المذكورة في نصِّ رسالة الفهرست، وفق المخطوطة الأصلية الموجودة في مجموع يوسف آغا رقم 7838، من الصفحة 188ب إلى 193ب، والمكتوبة بخط الشيخ أبي المعالي صدر الدين القونوي سنة 627/1230، والمصدَّق عليها من قِبل الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي. يبلغ مجموع هذه المصنَّفات 255 عنوانًا، بما فيها بعض الملاحظات التي أضافها الشيخ على الهوامش. فهذا المصدر هو الأساس الذي يضم عناوين أغلب الكتب التي لا يُشكُّ بنسبتها للشيخ محي الدين، رضي الله عنه.
2. – المصدر الثاني هو السماعات التي كتبها الشيخ صدر الدين بخطه بالكتب التي قرأها على شيخه، أو قرأها هو عليه، والإجازة التي كتبها له بخطه برواية كتبه، وذلك وفق نفس المخطوط السابق في مجموع يوسف آغا 7838، من الصفحة 346أ إلى 349أ. ويبلغ مجموعها ثلاثة وأربعون، منها اثني عشر عنواناً ليست مذكورة في المصدر الأول، فيكون المجموع 267 عنواناً.
3. – المصدر الثالث هو العناوين التي ورد ذكرها في الكتب المشهورة للشيخ محي الدين، وهي بضع وسبعون عنواناً، منها ثمانية عشر عنواناً جديداً، لم يرد ذكرها في المصدرين السابقين، ليصبح المجموع 285 مصنَّفاً.
فهذه العناوين لا يُشكُّ أبداً بنسبتها للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي، وذلك لأنَّ هذه المصادر الثلاثة السابقة موثقة وليس لدينا أيُّ شكٍّ في صحَّتها، رغم وجود بضعة عناوين يصعب تحديدها بدقة، وهي لا تزال مفقودة، وذلك لأنَّ بعض الكلمات في هذه المخطوطة القديمة غير واضحة ويمكن أن تُقرأ بأشكال مختلفة كما سنبيِّنه أثناء التحقيق.
أمَّا المصادر الثلاثة التالية فلا يمكن الاعتماد عليها بشكل قطعي وذلك لأنها ليست مصدقة من قبل الشيخ محي الدين، إضافة إلى عدم توفر مخطوطات تاريخية قديمة على صلة مباشرة به أو بتلاميذه المقرّيبين. وفي جميع الأحوال، فهذه المصادر الثلاثة التالية لا تضيف سوى بضع عشرات من العناوين الجديدة، وأغلبها لا يزال مفقوداً، ولكنَّها في نفس الوقت تؤكِّد صحَّة الكثير من العناوين التي وردت في المصادر الثلاثة الأولى المذكورة أعلاه:
4. – المصدر الرابع هو الإجازة التي كتبها الشيخ محي الدين للملك المظفر، وهي عبارة عن قائمتين؛ الأولى تسرد أسماء بعض الشيوخ الذين أجازوا الشيخ محي الدين، والثانية تضم عناوين الكتب التي صنَّفها، وفيها 262 عنوانا أغلبها مذكور في الفهرس أصلاً، وبنفس الترتيب، بل قد وجدنا أدلة قاطعة على أنَّ هذه العناوين منقولة بشكل كامل وحرفي عن نسخة الفهرس المكتوبة بخط الشيخ صدر الدين القونوي، كما سنوضح في الفصل الرابع، رغم وجود بعض الإضافات والخلافات والسقط والتقديم والتأخير، بسبب الأخطاء الناتجة عن كثرة النَسخ والنقل عن أصول سقيمة، خاصة وأنه لا توجد نُسخ تاريخية أصلية من هذه الإجازة، وذلك لأنَّ الرسالة الأصلية التي كتبها الشيخ في دمشق قد أُرسلت إلى الملك المظفر في ميَّافارقين وفُقدت أثناء حروبه مع التتار، كما سنوضِّح ذلك بمزيد من التفصيل عند تحقيق هذه الإجازة. وبالخلاصة، لا تضيف الإجازة على المصادر الثلاثة السابقة سوى تسعة عناوين، إضافة إلى عنوان الإجازة نفسها، ليصبح المجموع 295.
5. – المصدر الخامس هو العناوين الملحقة بالإجازة، والتي أضيفت من قِبل النسَّاخ أيضاً، كما هو موضح في الكثير من المخطوطات. وبعض هذه العناوين مذكور أصلاً في المصادر السابقة، في حين إنَّ أغلبها مفقود، وبما أنَّنا لا نملك أيَّ دليل قطعي على مصدر هذه الإضافات، فلا يمكننا التأكيد أبداً أنَّ هذه العناوين هي فعلا للشيخ محي الدين. وبالخلاصة يُضيف هذا المصدر تسعة وعشرين عنوناً على ما سبق، ليصبح المجموع 326.
6. – المصدر السادس هو العناوين التي نجدها منسوبة للشيخ محي الدين في فهارس المكتبات وكتب التاريخ المختلفة التي اهتمَّت بتراث الشيخ الأكبر، مثل كتاب الدر الثمين، وكتاب الجاذب الغيبي إلى الجانب الغربي، بالإضافة إلى كتب التاريخ المختلفة. ولن نذكر هنا سوى العناوين التي لم يرد ذكرها في المصادر الخمسة السابقة. وعلى الرغم من أنَّ هذا المصدر يضيف الكثير من العناوين المنحولة أو المشكوك فيها، أو التي لا تصح أو لا يمكن تأكيد نسبتها للشيخ، إلا أن هناك العديد منها أيضاً يغلب عليها طابعه ولغته وهي في أغلب الظنِّ تعود إليه، كما سنوضح ذلك أثناء ذكرها، حيث سنشير إلى الكتب المنحولة أو المشكوك في نسبتها. وكذلك هناك الكثير من العناوين لكتب موجودة بالفعل وتُنسب للشيخ محي الدين وهي في الحقيقة مقتطفات أو مختصرات من كتبه، فهي تعود إليه ولكنَّها ليست مصنَّفات جديدة. وكذلك نجد في هذه الفئة الكثير من العناوين لكتب تُنسب إليه وهي في الحقيقة لبعض تلاميذه، وقد تكون شروحات على بعض كتبه.