1.3 - بداية المرابطين في مراكش
بعد انهيار الخلافة الأموية في قرطبة تفتّت الأندلس إلى دويلات كثيرة كما رأينا؛ كل دويلة ملكها ملك يتبع لطائفة من الطوائف منهم البربر ومنهم العرب. فكان بنو عبّاد في إشبيلية وهم سلالة عربية الأصل يرجع نسبهم إلى قبيلة لخم اليمنية. كان أول ملوكهم أبو القاسم محمد بن عباد (434/1013-464/1042) قاضياً على إشبيلية فاستولى على الحكم فيها ولقّب نفسه بالمعتضد.
في أثناء خلافة المعتضد بدأ أمر المرابطين في المغرب كحركة إصلاحية أسسها عبد الله بن ياسين ثم ما لبث أن قاد حركة جهادية لنشر الدين، فبدأوا بنشر الدعوة في الجنوب ثم باقي مناطق الصحراء الغربية. وفي عهد يوسف بن تاشفين تم فتح المغرب و غرب الجزائر ثم بناء مدينة مراكش التي اتخذوها عاصمة لهم.
وبعد وفاة المعتضد تولى ابنه القاسم أبو عمر الحكم ولقّب نفسه بالمعتمد وفي عهده أصبحت إشبيلية مركزاً قوياً وعاصمة للثقافة ودخلت العديد من المدن في سيادتها. ولم يزل المعتمد يمدّ سيطرته على بلدان الأندلس وامتدت مملكته إلى أن بلغت مدينة مرسية في الشرق. ثم بعد ذلك بدأ ملكه يتضعضع مما أدى إلى استيلاء النصارى على طليطلة سنة 478/1085 فلجأ المعتمد إلى المرابطين في المغرب كآخر حلّ للإبقاء على ملكه. فذهب المعتمد إلى مراكش إلى أمير المرابطين يوسف بن تاشفين الذي كان يسمي نفسه أمير المسلمين، فاستنصره فأسرع أمير المسلمين إلى إجابته فرجع المعتمد إلى الأندلس مسروراً ولم يدرِ أن كان في تدبيره تدميره.