1.1.1 - دخولهم الإسلام
كانت قبيلة طيء كحال سائر قبائل العرب قبل الإسلام لها ديانتها الوثنية وكذلك النصرانية ولكنها لم تتأثر بالديانة اليهودية. وكانت طيء من أول القبائل العربية التي أرسلت رجالها وفوداً على الرسول صلّى الله عليه وسلّم فأسلموا وحسُن إسلامهم في سنة تسعٍ للهجرة، وهي سنة الوفود.
وفد "زيد الخيل" على النبي صلّى الله عليه وسلّم في وفد طيء وأسلم على يديه، وهو أحد من أكرمهم رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، وبسط له رِداءه، وسماه "زيد الخير"، وعلّمه ودَعَا له. وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم في حقّه: "ما ذُكر لي أحدٌ فرأيته إلا كان دوُنَ ما وُصِفَ لي، إلا زيداً".[24] ونسبه هو: زيد الخير بن مُهِلهِلٍ بن زيدٍ بن منهبٍ بن عبد رضيّ ابن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن نَبْهان بن عمرو بن الغوث بن طيء.
ويروي عدي ابن حاتم قصة إسلامهم فيقول إنه كان في البداية يكره رسول الله لما بلغه عنه من أقوال الكافرين، فلما سمع بجيش المسلمين اقترب من بلاده حمل أهله وولده ولحق بالنصارى بالشام. فلما جاء جيش المسلمين هرب من بقي من الرجال وأخذ المسلمون السبايا ومن بينهم سفانة ابنة حاتم. فلما أحضروا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قامت إليه، وقالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي منَّ الله عليك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن والدك ومن افدك؟" قالت: والدي حاتم بن عبدالله الطائي، ووافدي أخي عدي بن حاتم. فأطلقها النبي كرامة لأبيها، وأطلق من معها من قومها، ثم أسلمت وأرسل معها عليا بن أبي طالب رضي الله عنه وأعطى الأمان لرجال طيء وفرسانها الذين فروا إلى الجبل والوادي، فلما رأوا نسائهم وأبنائهم قد عادوا أسلموا، فلم يمض ذلك اليوم إلا ودخلت كل قبيلة بني طي في الإسلام.
ثم بعثت سفانة الى أخيها عدي تخبره عن عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه، وحثـّتهُ على القدوم إلى المدينة المنورة ومقابلة النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم والاعتذار منه والدخول في الإسلام.