شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.2.20.3 - أبو العبّاس أحمد الحريري

ويبدو كما ذكرنا أن أحمد كان أصغر من أخيه محمد الخياط، وربما كان هو من عمر محي الدين وهذا ما جمع بينهما ابتداءً وربما عن طريق أحمد تعرّف ابن العربي على أخيه محمد. ويصف الشيخ محي الدين صديقه أحمد وصفا جميلا فيقول إنه جمع الفضائل، واجتنب الرذائل، عرف الحقّ فلزمه، وكُشف له عن السرّ فكتمه، هو ممن يُنادَى من وراء حجاب.[108]قويّ المجاهدة، كثير المساعدة، وطِيْء الأخلاق، حسن المعاشرة، سمح الخليقة، موافقٌ فيما يرضي الله، مخالفٌ لما لا يرضي الله. لزم الاسم فسما،[109]وعمّر ذكره كل أرضٍ وسما. تراه كأنه ذاهل، سريع الحركة كأنه مطلوب بثأر، يخضع تحت وارد الأسرار، كثير المكاشفة.

ثم يضيف الشيخ محي الدين أن أحمد أبا العباس كان يُخاطب في سرّه (وهو نفس معنى قوله أنه كان ينادى من وراء حجاب) فكانوا عندما يتناقشون في مسألة يغيب عنهم ثم يرجع فيخبرهم بوجه من وجوه المسألة التي هم فيها.

وقد فارق الشيخ محي الدين الأخوين أحمد ومحمد عند ترحاله وهُما أيضاً سافرا معا إلى مصر فسكنا فيها فترةً وصادف وجودهما هناك مجاعة عامة حدثت في مصر كما سنتكلم عنها في الفصل الرابع، وهناك مرض محمد الخياط فلزم أخوه أحمد خدمته إلى أن مات في مصر حيث التقيا بالشيخ الأكبر هناك عندما كان متجها نحو مكة سنة 598/1201، وأرادا الذهاب معه للحج ولكن مرض محمد الخياط منعهما من ذلك.[110]