شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.13.5 - ابن سودكين (القاهرة، 603/1207)

وابن سودكين هو أبو طاهر إسماعيل بن سودكين بن عبد الله أبو الطاهر المكي النوري، الحنفي، الصوفي، المتكلم، ويلقب بشمس الدين، وُلد بالقاهرة في سنة تسع وسبعين وخمسمائة، وكان أبوه من مماليك السلطان نور الدين محمود زنكي الذي كان زاهداً وله ميول واضحة نحو التصوّف كما رأينا، فتزهّد أبو الطاهر وتصوف فأعتقه السلطان.

فيقول ابن العديم أن إسماعيل أيضاً مال إلى الصوفية وخالطهم وانتفع بكلامهم، وسمع بالقاهرة أبا الفضل محمد بن يوسف الغرنوي، وبحلب إبراهيم بن عثمان بن درباس المازاني وحدث بحلب عنهما، وسمع بحلب عن افتخار الدين أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وأبي غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وغيرهم. وكان حسن الأخلاق، طيب المعاشرة رقيق الحاشية، وكان ينظم شعراً حسناً علقت عنه شيئاً يسيراً، وكتب عنه شيخه محمد بن عليّ ابن العربي شيئاً شعره.

توفي ابن سودكين بحلب بعد عودته من زيارة البيت المقدس بأيام، وذلك يوم الأربعاء قبل طلوع شمس الثالث والعشرين من صفر سنة ست وأربعين وستمائة، ودفن قبل الظهر بتربة أنشأها بالقرب من مشهد الدعاء خارج باب النصر، وكان عمره يومئذ سبعة وستين سنة.

هكذا ذكره ابن العديم (وهو كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة، توفي في 660/1262) في "بغية الطلب في تاريخ حلب"، وقال إنه سكن هو وأبوه في سنة ثمان أو تسع وسبعين وخمسمائة بالديار المصرية، ونشأ بها على الخير والصلاح، واشتغل بالعلم، وسماع الحديث، وكلام الصوفية، وانتقل مع أبيه إلى حلب حين انتقل إليها المبارز يوسف ابن ختلج لقرابة كانت بينهما.[716]