شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.6.6 - الطاعون يحل في الطائف (رجب-رمضان 599/1203)

ثم يضيف الشيخ محي الدين في روايته لحادثة تساقط الشهب التي ذكرناها أعلاه أن الناس رأوا في تلك السنة عجائب كثيرة وحلّ الوباء بالطائف حتى ما بقي فيها ساكن؛ حلّ بهم من أوّل رجب إلى أوّل رمضان سنة تسعة وتسعين وخمسمائة، وكان الطاعون الذي نزل بهم إذا كانت علامته في أبدانهم ما يتجاوزون خمسة أيّام حتى يهلك، فمن جاز خمسة أيّام لم يهلك، وامتلأت مكة بأهل الطائف وبقيت ديارهم مفتّحة أبوابها وأقمشتهم ودوابهم في مراعيها. فيقول ابن العربي أنه كان الغريب في تلك المدة إذا مرّ بأرضهم فتناول شيئاً من طعامهم أو قماشهم أو دوابهم إذ لم يكن هناك حافظ يحفظه أصابه الطاعون من ساعته وإذا مرّ ولم يتناول شيئاً سلِم، فحمى الله أموالهم في تلك المدة لمن بقي منهم ولمن ورثهم وتابوا وورّثوا البنات في تلك السنة وسكنت الفتن التي كانت بينهم، فلما نجّاهم الله من ذلك ورفعه عنهم واستمر لهم الأمان عادوا إلى ما كانوا عليه من الإدبار.[604]ولقد ذكر ابن فهد في "إتحاف الورى" قصة الطاعون هذه وذكر نفس الأسباب والعوارض التي ذكرها الشيخ محي الدين.[605]

ولا نعلم إن كان ذلك حدث قبل أن يغادر الشيخ محي الدين الطائف أم بعد ذلك حيث كان هناك في شهر جمادى الأولى كما ذكرنا أي قبل حلول الطاعون بشهر واحد، ولكن يبدو أنه كان قد غادرها لأنه يتحدث عن قدوم أهل الطائف إلى مكة في ذلك الوقت.