شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.6.5 - كتاب حلية الأبدال، الطائف (ليلة الاثنين 12 جمادى الأولى 599/1202)

ومن مكة ذهب الشيخ محي الدين إلى الطائف لكي يزور قبر ابن عباس رضي الله عنهما. وهناك يبدو أن حديثا دار بين الشيخ محي الدين ابن العربي وأصحابه عن الأبدال، وهم من رجال العدد، يكونون سبعة في كل وقت، وقد ذكرناهم في الفصل الثالث. فطلب منه أصحابه تقييد كتابٍ لهم عن هذا الموضوع، فيقول الشيخ محي الدين أنه استخار الله تعالى في ذلك ليلة الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكان ذلك عن طلب من صاحبه بدر الحبشي الذي يرافقه كظله كما قلنا من قبل وكذلك صاحبه أبي عبد الله محمد بن خالد التملساني، فكتب كتاب "حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال" لكي تكون لهما ولغيرهما عوناً على طريق السعادة وباباً جامعاً لفنون الإرادة.[602]

وفي هذا الكتاب يتكلم الشيخ محي الدين رضي الله عنه عن الأربعة الأركان التي هي عماد الطريق وهي الجوع والسهر والصمت والعزلة، ويذكر قصة عبد المجيد ابن سلمة التي ذكرناها في الفصل الثاني، حيث التقى عبد المجيد بشخص روحاني اسمه معاذ بن الأشرس فسأله عبد المجيد: يا أخي بماذا يكون الأبدال أبدالاً؟ فقال له: بالأربعة التي ذكرها أبو طالب في القوت،[603] وسماها له وهي الجوع والسهر والصمت والعزلة. وقد فصّل الشيخ محي الدين هذه الأمور أيضاً في الباب الثالث والخمسين من الفتوحات المكية.