شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.5.1 - الشيخ أبو شجاع الأصفهاني (مكة 598/1201)

عندما وصل الشيخ محي الدين إلى مكة لقي بها الشيخ أبا شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجا الأصفهاني[565](توفي 609/1212) وهو إمام المقام الإبراهيمي في الحرم الشريف والذي كان على ما يبدو يلقي دروسا في الحديث الشريف هناك، فكان هناك صحبة وعلاقة وثيقة بينه وبين الشيخ محي الدين الذي سمع عليه كتاب سنن الترمذي وغيره من كتب الحديث. ويذكر صاحب "الرياض النضرة في مناقب العشرة" أن الشيخ أبا شجاع له كتاب اسمه "نزهة الناظر".[566]

وكذلك كانت فخر النساء أخت الشيخ أبي شجاع عالمة جليلة لا تزال تهتم بالعلم والحديث النبوي وروايته رغم عمرها المتقدم، فبعث إليها الشيخ محي الدين يطلب أن يسمع عنها ما ترويه من الحديث، فاعتذرت في بداية الأمر بسبب تقدم سنّها وانشغالها بالعبادة، فأرسل لها الشيخ محي الدين بيتاً من الشعر يقول لها:

حالي وحالك في الرواية واحدٌ

ما القصد إلا العلم واستعماله

فأذنَت لأخيها الشيخ أبي شجاع أن يكتب للشيخ محي الدين إجازة عامة في جميع رواياتها.[567]وقد نقل عنها بعض الروايات في كتاب "محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار".[568]

وقد روى الشيخ محي الدين في الفتوحات المكية أيضاً العديد من الأحاديث عن أبي شجاع مثل حديث انقطاع الرسالة والنبوة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنه ما بقي من النبوة إلا المبشرات،[569]والحديث عن الدجال،[570]وغيره من الأحاديث.[571]

ولكن علاقة الشيخ أبي شجاع مع الشيخ محي الدين لم تتوقف على الصحبة العلمية بل ربما أصبحت علاقة عائلية طويلة الأمد وكان لها أثر كبير على إنتاج الشيخ محي الدين العلمي والأدبي، وذلك من خلال ابنته التي كان يُلقبها بعين الشمس والبهاء وتدعى نظام.