شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.3.7 - التنبّؤ بفتح بيت المقدس

وفي الحقيقة فقد تنبّأ بعض العلماء بفتح القدس قبل حصوله. فقد ذكر أبو الحكم عبد السلام بن برجان في تفسيره المسمى "تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام"، الذي ألفه سنة 520/1126، طريقة استنتج فيها تاريخ فتح القدس اعتماداً على الحروف التي في بداية بعض السور وخاصة سورة الروم.

ولكن الشيخ محي الدين يقول إن أبا الحكم ذكر ذلك من جهة علم الفلك، وجعل ذلك ستراً على كشفه حين قطع بفتح بيت المقدس سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. ولكن الشيخ محي الدين يبيّن بوضوح كيفيّة استنتاج ذلك من أوائل سورة الروم فيعتبر أن البضع الذي في سورة الروم ثمانية (لأن فتح مكة كان سنة ثمانية)، ثم يأخذ عدد حروف "الم" بالجزم الصغير (ا=1، ل=3، م=4) فتكون ثمانية أيضاً، فتجمعها إلى ثمانية البضع فتكون ستة عشر، فتزيل الواحد الذي للألف للأس فيبقى خمسة عشر، فتمسكها عندك ثم ترجع إلى العمل في ذلك بالجمل الكبير، وهو الجزم، فتضرب ثمانية البضع في أحد وسبعين (ا=1، ل=30، م=40)، واجعل ذلك كله سنين، يخرج لك في الضرب خمسمائة وثمانية وستون (8×71=568)، فتضيف إليها الخمسة عشر المذكورة فتصير ثلاثة وثمانين وخمسمائة سنة (568+15=583)، وهو زمان فتح بيت المقدس على قراءة من قرأ "غَلَبت الروم"، بفتح الغين واللام، "سيُغلَبون"، بضم الياء وفتح اللام، ففي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة كان ظهور المسلمين في أخذ حج الكفار وهو فتح بيت المقدس.[553]

ولكن الشيخ محي الدين لا يبيّن لماذا تمت عملية الحساب بهذا الشكل، وعلى كل حال فعلم الحروف وحساب الجمل علم قائم بذاته ولا يتطرق له الشيخ محي الدين ابن العربي إلا نادراً.