شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.7.10 - الصحبة الطيّبة

وخلال فترة إقامته في فاس كان الشيخ محي الدين يتردد بشكل مستمر على الجامع الكبير بعين الخيل حيث يوجد الشيخ محمد بن قاسم التميمي كما ذكرنا أعلاه وهو إمام محدث وصوفي نقل عنه الشيخ محي الدين الكثير من الأحاديث، وكذلك لبس منه خرقة الخضر كما سنرى بعد قليل. فكان يحضر عنده دروس الحديث الشريف مع مجموعة من الأصحاب والمريدين.

فمن الأحاديث التي يرويها الشيخ محي الدين عن الشيخ التميمي هذه الوصية النبوية: حدّثنا بها محمد بن قاسم بمدينة فاس قال ثنا هبة الله بن مسعود ثنا محمد بن بركات ثنا محمد بن سلامة بن جعفر ثنا هبة الله بن إبراهيم الخولاني نبّأ علي بن الحسين ابن بندار ثنا اسماعيل بن أحمد بن أبي حازم حدثنا أبي ثنا عمرو بن هاشم ثنا سليمان بن أبي كريمه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا أبا هريرة أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مؤمناً واعمل بفرائض الله تكن عابداً وارض بقسم الله تكن زاهداً."[459]

وكذلك قال في الوصايا عن موضوع التأني قبل القول، قال: سمعت محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم التميمي الفاسي بمدينة فاس العدل أظن في سنة أربع وتسعين وخمسمائة يقول: تكلم أربعة من الملوك بأربع كلمات كأنما رميت عن قوس واحدة قال كسرى: "أنا على رد ما لم أقل أقوى مني على رد ما قلت"، وقال ملك الهند: "إذا تكلمت بكلمة ملكتني وإن كنت أملكها"، وقال قيصر ملك الروم: "لا أندم على ما لم أقل وقد ندمت على ما قلت"، وقال ملك الصين: "عاقبة ما قد جرى به القول أشد من الندم على ترك القول".[460]