شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.6.4 - لقاؤه بأمير المؤمنين يعقوب المنصور (إشبيلية، 592)

بعد أن انتصر المسلمون بقيادة أميرهم يعقوب المنصور في معركة الأرك أقام أمير المؤمنين بإشبيلية بقية سنة 591 ثم تابع الغزو في السنة الثانية فنزل على مدينة طليطلة بعساكره، ثم عاد في السنة الثالثة أيضاً وتوغل شمالا إلى أن وصل إلى مواضع لم يصل إليها ملك من ملوك المسلمين قط ورجع إلى مدينة إشبيلية، فأرسل الأدفنش (ألفونسو الثامن) يسأله المهادنة فهادنه إلى عشر سنين ثم عبر المضيق بعد أن أصلح الأندلس ورتب فيها من يقوم بحمايتها وقصد مدينة مراكش وذلك في سنة 594.

فلما خرج أمير المؤمنين إلى الغزوة الثانية سنة 592 كتب قبل خروجه إلى جميع البلاد بالبحث عن الصالحين وحملهم إليه فكان يجعلهم بين يديه كلما سار للحرب، وكان كلما نظر إليهم يقول لمن عنده: هؤلاء الجند لا هؤلاء! ويشير إلى العسكر.[442]

ويبدو أن أمير المؤمنين حاول أن يحمل ابن العربي على العمل معه وصحبته وربما يمنحه بعض المناصب كأبيه، ولكن الشيخ محي الدين كان يرفض ذلك. يقول الشيخ محي الدين في كتاب الدرة الفاخرة في ترجمته لشيخه صالح البربري الذي كان قد نصحه من قبل أن لا يلتفت إلى دعوات أهله وقومه أن يترك طريق الزهد ويسعى وراء حياته الشخصية ويستقر ويؤمّن العيش لأهله وأختيه اليتيمتين التين تركهما له والده بعد وفاته رحمه الله.

فيقول الشيخ محي الدين أن أمير المؤمنين كان يرسل القاضي أبا القاسم أحمد بن محمد بن بقي إلى الشيخ محي الدين ليقنعه بالعمل مع السلطان يعقوب المنصور ولكنه كان يرفض. ويبدو أن أمير المؤمنين كان يتوقع ذلك لأنه كان يأمر القاضي أن يعرض عليه الأمر من غير أن يجبره.

ثم يقول الشيخ محي الدين أنه التقى بعد ذلك بأمير المؤمنين الذي سأله عن أختيه اللتين كانتا بحاجة إلى حماية ورعاية بعد وفاة أبيه، وعرض عليه أن يجد لهما زوجان مناسبان، ولكن الشيخ محي الدين شكره وقال له أنه هو سيتولى ذلك. ولكن الأمير أصرّ وقال له أن لهما عنده مهمة كبيرة.

ثم بعد هذا اللقاء أرسل له أمير المؤمنين رسولا يجدد له العرض الذي عرضه عليه. ولكن الشيخ يقول إنه بعد هذا اللقاء بقليل ترك إشبيلية ورحل مع أهله وابن عمه إلى فاس.