شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.5.13 - معركة الأرك (591/1195)

بعد أن تولى يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الخلافة انشغل بإخماد الثورات التي قامت ضده في أفريقية، حتى كتب ألفونسو السادس كتاباً يدعوه فيه إلى القتال وفيه سخرية واستهانة شديدة بالمسلمين، فلما قرأ أبو يوسف الخطاب كتب على ظهر رقعة منه: "[b](([/b] ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ[b]))[/b] [النمل: 37]، الجواب ما ترى لا ما تسمع". وأمر بالتأهب للحرب في الأندلس وأذاع كتاب ألفونسو في جنوده فثار الناس للجهاد ضد الإسبان، فسار بقواته إلى الأندلس في العشرين من رجب سنة 591، ثم بادر بالسير إلى قشتالة، ولكنه لما علم أن ملك قشتالة قد حشد قواته على مقربة من قلعة الأرك وهي تقع على الحدود بين قشتالة والأندلس، اتجه بجيشه إلى ذلك المكان.

وفي التاسع من شعبان سنة 591 وقعت موقعة الأرك الفاصلة، فتلقى المسلمون عدة ضربات وكادوا يخسرون المعركة لولا احكام الخطة التي وضعوها حيث هجم أمير الموحدين وباغت ألفونسو قائد الإسبان فنفذ إلى قلب جيشهم حين كان معظمهم يقاتلون في الصفوف الأمامية، فالتفوا عليهم، وتساقط معظم الفرسان النصارى حول ملكهم الذي رفض الهروب حتى اقتاده بعض جنوده بعيداً عن الميدان وأنقذوا حياته.

وهكذا انتهى يوم الأرك بهزيمة النصارى على نحو مروع، وسقط منهم في القتال ثلاثون ألف قتيل، وأسروا عشرين ألفاً، وغنم المسلمون معسكر الإسبان بجميع ما فيه من المتاع والمال، واقتحموا عقب المعركة حصن الأرك، وقلعة رباح وغيرهما من القلاع القريبة.