شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.4.3 - رجال الغيب (إشبيلية، 590/1194)

ثم يقول الشيخ الأكبر أن أي واحد أو جماعة قلّت أو كثرت لا بدّ أن يكون معهم من رجال الغيب واحد عندما يتحدّثون فذلك الواحد ينقل أخبارهم في العالم ويجد ذلك الناس من نفوسهم في العالم حيث يجتمع جماعة في خلوة أو يحدّث الرجل نفسه بحديثٍ لا يعلم به إلا الله، فيخرج أو تخرج تلك الجماعة فتسمعه في الناس والناس يتحدثون به.

ثم يذكر الشيخ محي الدين أنه لما رجع إلى إشبيلية، وبينها وبين تونس مسيرة ثلاثة أشهر للقافلة، اجتمع به إنسان لا يعرفه فأنشده بحكم الاتفاق الأبيات التي عملها بمقصورة ابن المثنى بشرقي جامع تونس كما ذكرنا أعلاه، ولم يكن قد كتبتها لأحد. فقال له الشيخ: لمن هي هذه الأبيات؟ فقال له: لمحمد ابن العربي! فقال له الشيخ: ومتى حفظتها؟ فذكر له التاريخ الذي عملها والزمان مع طول هذه المسافات! فقال له: ومن أنشدك إياها حتى حفظتها؟ فقال له: كنت جالساً ليلة شرق إشبيلية في مجلس مع جماعة على الطريق ومرّ بنا رجل غريب لا نعرفه كأنه من السياح فجلس إلينا فتحدث معنا ثم أنشدنا هذه الأبيات فاستحسنّاها وكتبناها وقلنا له: لمن هذه الأبيات فقال لمحمد ابن العربي، فقلنا له: فهذا المكان "مقصورة ابن المثنى" ما نعرفها ببلاد؟ فقال: هي بشرقي جامع تونس وهنالك عملها في هذه الساعة وحفظتها منه، ثم غاب عنّا فلم ندر ما أمره ولا كيف ذهب عنّا وما رأيناه.[382]