شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.3.9 - أرض الحقيقة الواسعة

وفي تونس حدث معه أمر عظيم عندما دخل إلى منزل الأرض الواسعة، وهي أرض "لا نهاية لها وكل أرض سواها فمحدودة ليس لها هذا الحكم"،[372] وهي في الحقيقة أرض العبادة.[373]فعندما دخل هذه الأرض وكان يصلي مع الناس صاح صيحة عظيمة صعق منها الجميع ولكنه في الحقيقة لم يكن يعلم ما حصل:

ولما دخلت هذا المنزل وأنا بتونس وقعت مني صيحة ما لي بها علم أنها وقعت مني غير أنه ما بقي أحد ممن سمعها إلا سقط مغشيا عليه ومن كان على سطح الدار من نساء الجيران مستشرفاً علينا غشي عليه ومنهن من سقط من السطوح إلى صحن الدار على علوّها وما أصابه بأس وكنت أول من أفاق وكنا في صلاة خلف إمام فما رأيت أحداً إلا صاعقاً فبعد حين أفاقوا فقلت ما شأنكم فقالوا أنت ما شأنك لقد صحت صيحة أثرت ما ترى في الجماعة فقلت والله ما عندي خبر أني صحت.[374]

وقد كتب الشيخ محي الدين كتاباً خاصّاً عن أرض الحقيقة،[375]وكذلك خصص لها الباب الثامن من الفتوحات المكية.

تبشيره بختم الولاية (تونس، 590/1194)

لقد ذكرنا من قبل أن رؤية الشيخ محي الدين لجميع الأنبياء والرسل في قرطبة ربما كانت أول بشارة له أنه سينال مرتبة خاتم الولاية، ولكن ذلك على الحقيقة كان تخمينا. أما البشارة الحقيقية الأولى فكانت هنا في تونس في هذه السنة سنة 590، وربما في نفس الوقت الذي دخل فيه الشيخ محي الدين ابن العربي إلى أرض الحقيقة، وهي أرض عبوديّته، ولكنّه لم يعرفها إلا بعد أربع سنوات في فاس. لم يذكر الشيخ الأكبر ذلك إلا بعد حوالي نصف قرن، في "الديوان الكبير"، وسوف نتكلم عن ذلك بعد قليل حينما نتكلم عن فترة وجود الشيخ محي الدين في مدينة فاس، ثم في الفصل الرابع حين وجوده في مكة المكرمة.