شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

الأكل بالإنابة

ومن أخباره رضي الله عنه أنه لما وصل إلى غرناطة نزل عند الشيخ أبي مروان وكان قد عرفه عند أبي مدين وقد رأى أبو مروان عند الشيخ أبي مدين في حق رجل مرض منهم فأخذوا عنه مرضه وحملوه فاستراح من حينه، فأخبر أصحابه بغرناطة فلما وصل شيخنا عبد الله الموروري إليها، قال أبو مروان والناس قد اجتمعوا من أجله في الدار وقد جُعلت بين أيديهم مائدة وعليها مجبّنات بعسل وكان ابن صاحب الدار قد مشى في السَحَر إلى قرية له قريبة من البلد، فتأسّف أهل المجلس لمّا لم يحضر معهم الطعام ابن صاحب الدار. فقال لهم أبو محمد الموروري بعدما أكل وشبع وأكل الناس: إن شئتم أكلت عنه هنا ويشبع هو في قريته من هذا الطعام بعينه؟ فارتابوا من كلامه في باطنهم وظاهرهم تخيل ذلك جملة؛ فقال له أبو مروان بالله يا أبا محمد افعل ذلك. فقال بسم الله وابتدأ يأكل كأنه ما أكل شيئاً حتى وقف وقال قد شبع وإن زدت عليه أكثر من ذلك يهلك، فبُهتَ أهل المجلس وعزموا أن لا يبرح أحدٌ منهم حتى يصل ذلك الرجل الذي أكل عنه. فلما كان عشيّة ذلك اليوم دخل عليهم من القرية فقاموا إليه وأنزلوه وقالوا نراك جئت بزادك الذي حملته معك ما أكلت منه شيئا! فقال لهم يا إخوتي اتفق لي اليوم شيء عجيب أنا عندما وصلت إلى القرية وقعدت فإذا أنا أحس بمجبّنات بعسل تنزل في حلقي فتستقر في معدتي حتى شبعت ولو زادت عليّ أهلكتني، وأنا حتى الآن شابع منها أتجشأها. فتعجب القوم وفرحوا أن رأوا رجلا أخبرهم بالمسألة كيف وجدت. أخبر الشيخَ محي الدين بذلك في دار عبد الله الشكاز الباغي الشخص الذي أكل عنه فشبع وكان معه صاحبه عبد الله بدر الحبشي مع جماعة يذكرون الموروري ويقولون من مثل عبد الله الموروري ما رأينا مثله.