شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.2.21.1 - أمه الأرضية وأمه الروحية

لقد كان اسم أمه "نور"، وهي التي ولدته وربّته في مرسية وإشبيلية. ولكن ابن العربي يركّز دائما على البنوّة الروحية، فكما أننا نحن جميعا أبناءَ سيّدنا آدم عليه السلام بالجسد، فنحن أبناءُ سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم بالروح، وحتى آدم عليه السلام فهو ابنه بالروح. فابن العربي يؤكد في الباب الحادي عشر من الفتوحات المكية الذي وضعه بعنوان: "في معرفة آبائنا العلويات وأمهاتنا السفليات" أن: "كل مؤثِّر أب وكل مؤثَّر فيه أم"،[111]ولقد وضع ابن العربي نظرية شاملة في هذا النكاح الروحي أو المعنوي يفسّر على أساسها بنية العالم وتركيبه.[112]

فقد ذكر ابن العربي أن أمه نور كانت تأتي معه لزيارة أمه الروحية فاطمة القرطبية بنت ابن المثنّى، التي سنذكرها بعد قليل، والتي كانت تقول لها: "يا نور هذا ولدي وهو أبوك فبُرّيه ولا تعقّيه".[113]ويتبين من هذا كيف أن ابن العربي كان في الحقيقة مثالا لأمّه تقتدي به، كما كانت فاطمة القرطبية -وكان عمرها خمسا وتسعين سنة- مثالاً له يقتدي بها، وهذا معنى الأبوّة والبنوّة الروحية.

وكذلك عندما عُرج به إلى السماء روحيا كما سنرى في الفصل الثالث كان عندما يريد أن يدخل منزلا يقرع بابه فيطلب الحاجبُ تعريفه فيقول له الملكُ المرافق له: إنه محمد بن نور، فيعرّفه باسم أمه كما يفعل الذين يتعاملون مع الأرواح.[114]