شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.5.13 - إجازة القونوي بكتاب الفصوص (630/1233)

ذكرنا من قبل أنه رغم كثرة تلاميذ الشيخ محي الدين الذين كانوا يتجمعون لسماع كتبه المختلفة وخاصة الفتوحات المكية، فإننا لا نجد سماعات كثيرة لهذا الكتاب المهم الذي هو فصوص الحكم. وربما أثارت هذه المشكلة فكرة مغلوطة عند البعض فقال إن هذا الكتاب قد لا يكون فعلاً للشيخ محي الدين، بل قد يكون منحولاً عليه. وهذا القول، رغم أنه أُريد به الدفاع عن الشيخ محي الدين وتنزيهه عن ما قيل في الفصوص من كلام قد يظنّ البعض أنه خارج عن العقيدة السليمة، فأقول هذا الكلام ليس له أصل من الصحة. فالإضافة إلى وجود سماع مصدق من المؤلف، فإن هناك العشرات من الشروحات التي قام بها تلاميذ الشيخ محي الدين ومنهم المقربون منه أمثال صدر الدين القونوي، وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا الكتاب لغير الشيخ الأكبر.

أما بخصوص ما يقال على خروج الشيخ في هذا الكتاب عن أصول العقيدة الإسلامية، فهذا أمر يحتاج إلى بحث مطوّل، والحقيقة أنه ليس في كلامه خروج عن الإسلام، إنما عن المفهوم العام المتداول للإسلام، ولكن يصعب على القارئ العادي غير المتمكّن من علم الكلام والفلسفة الخوض في أصول العقيدة.

ويبدو أن هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم قراءة الشيخ محي الدين لهذا الكتاب على عدد كبير من التلاميذ، لأنه ليس بوسع كل أحدٍ استيعاب ما فيه. فالفتوحات المكية رغم صعوبته، يعدّ كتاباً سهلاً لأي مريد فتح قلبه لعلوم الشيخ الأكبر لأن موضوعاته أبسط وأعم من الموضوعات التي طرحها الشيخ في كتبه الأخرى الأكثر تخصصاً، ولذلك لا يوجد بين أيدينا سوى سماع واحد لفصوص الحكم مقصور على تلميذه المقرب وولده المحبب صدر الدين القونوي،[886]في حين توجد عشرات السماعات للفتوحات المكية وغيرها. يضاف إلى ذلك كسبب لعدم وجود سماعات كثيرة لهذا الكتاب أنّ الشيخ محي الدين قد كتبه متأخّرا وربما يكون آخر كتاب له وذلك قبل وفاته ببضع سنوات كما رأينا أعلاه.