شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.2.2.2 - الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي

في حلب كما في العديد من المدن التي زارها من قبل كان الشيخ محي الدين يجد قبولاً واسعاً عند أهلها وسلطانها على السواء وكان كثيراً ما يُقصد لحل مشكلاتهم ويرفعون عن طريقه مسائلهم إلى السلطان كما حدث معه منذ بداية أسفاره في تونس سنة 589/1194 كما رأينا من قبل في الفصل الثالث.

ففي حلب كان للشيخ الأكبر كلمة مسموعة عند صاحبها الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر الدين الله صلاح الدين يوسف بن أيوب فكان الشيخ يرفع إليه من حوائج الناس الكثير حتى رفع له في مجلس واحد مائة وثمان عشرة حاجة فقضاها كلها، وكان منها أنه كلمه في رجل أفشى سرّه وقدح في ملكه وكان من جملة بطانته وعزم الملك على قتله وأوصى به نائبه في القلعة بدر الدين إيدمور أن يخفي أمره حتى لا يصل حديثه إلى الشيخ محي الدين ولكنه وصله حديثه فلما كلمه في شأنه سكت الملك قليلا وقال له يجب أن تعرف أولاً ذنبه وأنه من الذنوب التي لا تتجاوز عنها الملوك. فقال له الشيخ محي الدين: يا هذا أتخيّلت أنّ لك همّة الملوك، وأنك سلطان! والله ما أعلم أن في العالم ذنباً يقاوم عفوي وأنا واحد من رعيتك، وكيف يقاوم ذنب رجل عفوك في غير حدّ من حدود الله؟ إنك لدنيء الهمة! فخجل الملك وسرّحه وعفا عنه وقال للشيخ جزاك الله خيراً من جليس، مثلك من يجالس الملوك. ثم قول الشيخ محي الدين أنه بعد ذلك ما رفع إليه حاجة إلا سارع في قضائها لفوره من غير توقف كانت ما كانت.[725]