شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.8.13 - اعتزاله لأكثر من عام (من شهر شوال 595/1198 حتى 597/1200)

بعد ذلك يبدو أن الشيخ محي الدين ابن العربي قد قرر الاعتزال عن الناس لمدة وجيزة، ولكن ربما كان يصطحب معه صاحبه الدائم عبد الله بدر الحبشي الذي أصبح يرافقه كظله. لا نعرف كيف قضى الشيخ محي الدين هذه الفترة، ولكننا سنجده بعد أكثر من سنة في جنوب المغرب في مدينة سلا حيث سيلتقي بالخضر عليه السلام للمرة الثالثة.

وهناك أيضاً إشارات إلى أن الشيخ محي الدين كان في هذه الفترة في إشبيلية حيث تذكر إحدى المخطوطات لكتاب مواقع النجوم أنه كتب منه نسخة هناك في شهر ربيع الأول سنة 596.[505]وكما سنجد في الفصل القادم فمن شبه المؤكّد أن الشيخ محي الدين قد سافر إلى جنوب المغرب عن طريق البحر المحيط وليس عن طريق الجزيرة الخضراء وسبتة كما كان يفعل عادة. وهذا يعني أنه غادر الأندلس من الساحل الجنوبي الغربي ربما من منطقة روطة التي اعتاد أن يقضي بها أياما في السياحة كما ذكرنا من قبل. فمن غير المستبعد إذا أن يكون قد قضى معظم فترة عزلته في هذه الأماكن الساحلية والجبلية والتي قال عنها من قبل أنها تعتبر مكانا مفضّلا لأهل الله من الزهّاد والفقراء كما التقى فيها بالشيخ بن أشرف الرندي كما ذكرنا في آخر الفصل الثاني وأوّل هذا الفصل أعلاه.