شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.5.4 - أبو عبد الله المهدوي (فاس)

أما أبو عبد الله المهدوي الذي التقاه ابن العربي بفاس، وهو غير عبد العزيز المهدوي الذي التقاه بتونس، فهو من رجال الاشتياق، وهم خمسة أنفس، وهم أصحاب القلق، فالأشواق تقلقهم في عين المشاهدة. يقول الشيخ محي الدين عنهم أنهم من ملوك أهل طريق الله، وهم رجال الصلوات الخمس؛ كل رجل منهم مختص بحقيقة صلاة من الفرائض، وإلى هذا المقام يؤول قوله عليه السلام: "وجُعلت قرة عيني في الصلاة".[397] ويضيف الشيخ الأكبر أن الله يحفظ وجود العالم بهؤلاء الخمسة، وآيتهم من كتاب الله: [b](([/b]حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى[b]))[/b][البقرة: 238]، وهم لا يفترون عن صلاة لا في ليل ولا نهار. فيقول الشيخ أن لقي منهم رجلا اسمه صالح البربري وصحبه إلى أن مات وانتفع به، وكذلك كان أبو عبد الله المهدوي بمدينة فاس منهم.[398]

توفي أبو عبد الله المهدوي بفاس سنة 595/1198 ويبدو أنه كان من الأغنياء الأسخياء إذ يقول عنه صاحب التشوّف أنه قد أنقذ أهل المدينة من المجاعة حين وزّع عليهم الطحين جميعا، وأنه بقي أربعين سنة في المسجد مواجها للقبلة،[399]بل أن الشيخ محي الدين يقول في "روح القدس" أن أبا عبد الله المهدوي بقي نيفا وستين سنة ما استدبر القبلة حتى مات.[400]