شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.5.1 - قرطبة، أكبر مدينة في الأندلس

تعتبر قرطبة من أعظم مدن الأندلس وهي تقع في غرب البلاد وتمتد على الضفة اليمنى لنهر الوادي الكبير. يحدّها من الشمال مدينة ماردة، ومن الجنوب مدينة قرمونة، ومن الغرب مدينة إشبيلية.

تأسست قرطبة في العصر الروماني عام 152 ق.م وفتحها المسلمون عام 93/711 واستقر بها ولاة الأندلس قرابة ثلاثة قرون بدءً من عام 139/756 عندما أعلنها صقر قريش عبد الرحمن الداخل عاصمة له فجعلها مهدا للعلم والثقافة والفنون والآداب، وبقيت كذلك حتى سقطت الخلافة الأموية عام 404/1013، حين ثار جند البربر على الخلافة ودمروا قصورها وهدّموا آثارها. من أهم معالمها، قصر قرطبة القديم الذي اتخذه عبد الرحمن الداخل مقرّاً له، وقصر الرصافة، والمسجد الجامع بالإضافة إلى أكثر من 900 حمام عام.

بعد سقوط الدولة الأموية وظهور ملوك الطوائف مثل بني عبّاد وغيرهم، كما رأينا في الفصل الأول، استولى كلّ أمير على ناحية من الأندلس وخربت قرطبة وعمرت إشبيلية ببني عبّاد حتى صارت عاصمة الأندلس. ولكن بقيت قرطبة كإحدى المدن المتوسطة واستطاعت أن تحتفظ ببعض عظمتها حتى فتحها فرناندو الثالث سنة 633/1236، فهجرها عدد كبير من سكانها المسلمين واستبدلهم فرناندو بسكان آخرين من النصارى، وحوّل مسجدها الجامع الكبير إلى كنيسة كبرى.

من أهم أعلام قرطبة ابن حزم الظاهري صاحب المحلّى، وقد ذكره ابن العربي بالخير ولكنه نفى عن نفسه أنه قد تأثر به كما ذكرنا من قبل، بالإضافة إلى عدد كبير من الشعراء والعلماء منهم ابن عبد ربّه صاحب كتاب العقد الفريد، وابن زيدون الشاعر المجيد، وأبو عبد الله بن أحمد الأنصاري القرطبي صاحب التفسير المشهور "الجامع لأحكام القرآن"، وعيسى بن دينار فقيه الأندلس، وأبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي زعيم الفقهاء في الأندلس والمغرب والذي كان له الأثر العظيم في نهضة أوربا وقد التقى به ابن العربي عندما كان شابا في أول الطريق كما سنرى بعد قليل.