شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.4.5 - الشيخ صالح العدوي البربري

فمن هؤلاء الرجال الذين تأثر بهم ابن العربي وتعلم منهم الشيخ صالح العدوي الذي ذكره الشيخ محي الدين في روح القدس فقال إنه كان رضي الله عنه بالله عارفاً ومع الله في كل حالة واقفاً تالياً لكتاب الله العزيز آناء الليل وأطراف النهار، ولم يتخذ مسكنا قط ولا تداوى قط؛ كان يعمل على مقام السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب,[263] كان لا يكلم أحداً يجالسه، يأتي عليه أوقات يدخل في صلاة الضحى فلا يزال واقفاً في الركعة الأولى حتى يقال له قد زالت الشمس، وكان لا يدخر شيئاً لغد أبداً ولا يقبل ما لا يحتاج إليه لا لنفسه ولا لغيره. كان يأوي ليلاً إلى مسجد أبي عامر المقدي. خدمه أبو علي الشكاز (سيأتي ذكره). فلم يزل بإشبيلية على هذه الحالة أربعين سنة حتى مات.

ثمّ يقول الشيخ محي الدين أنه صاحبه سنينا ومع ذلك فهو يكاد يعدّ كلامه معه من قلته. ولكنه يقول إنه كان له به تعلق وتأمل وقد انتفع به وأخبره بأمور في حقه مما يتفق له في المستقبل فرآها كلها ما غادر منها كلمة.[264]