شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.4.2.4 - مسألة أخرى صعبة (586/1190)

ومن المسائل الأخرى الصعبة التي طرحها الشيخ الكومي على ابن العربي سنة ست وثمانين وخمسمائة هي أنه إذا اجتمع عارفان في حضرة شهودية عند الله ما حكمها؟ فأجاب الشيخ الأكبر: يا سيدي هذه مسألة تُفرض ولا تقع إلا إذا كان التجلي في حضرة المِثل كرؤيا النائم وكحال الواقعة، وأما في الحقيقة فلا لأن الحضرة لا تسع اثنين بحيث أن يشهد معها غيرها، بل لا يشهد عينه في تلك الحضرة فأحرى أن يشهد عيناً زائدة! ولكن يُتصور هذا في تجلي المثال؛ فإذا اجتمعا فلا يخلو كل واحد منهما أن يجمعهما مقام واحد أعلى أو أدنى أو متوسط أو لا يجمعهما، فإن جمعهما مقام واحد فلا يخلو إما أن يكون ذلك المقام مما يقتضي التنزيه أو التشبيه أو المجموع. وعلى كل حال فحكم التجلي من حيث الظهور واحد ومن حيث ما يجده المتجلَّى له مختلف الذوق لاختلافهما في أعيانهما، لأن هذا ما هو هذا لا في الصورة الطبيعية ولا الروحانية ولا في المكانية وإن كان هذا مثلٌ لهذا.[189]

ومن هنا كان مبدأ قول الشيخ محي الدين بأن التجلي لا يتكرر مرتين لنفس الشخص ولا مرة لاثنين، وذلك من اسم الله تعالى "الواسع" وكذلك من اسمه "الخلاّق"، فلا تكرار في الوجود، وهذا مبدأٌ فيزيائي وفلسفي على غاية من الأهمية ما سُبق الشيخ محي الدين إليه، ويصلح أن يكون أساسا لنظرية كونية تستطيع تفسير الكثير من الظواهر المستعصية في العلم الحديث. وقد ناقشت هذه المسألة بالتفصيل في رسالة الدكتوراه التي بدأت بإعادة صياغتها باللغة العربية وستنشر قريبا إن شاء الله تعالى.