شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.1 - مخطوطات الإجازة وطبعاتها

هناك العشرات من المخطوطات لهذه الإجازة في مكتبات العالم، ولكنَّها حديثة نسبياً، وذلك لأنَّ هذه الإجازة طلبها الملك المظفَّر، ملك ميَّافارقين، من الشيخ محي الدين عن طريق الاستدعاء، أي بالمراسلة، وذلك لتعذُّر لقائه به حيث كان الشيخ وقتها في دمشق، فكتبها الشيخ وأرسلها للملك المظفَّر إلى ميّافارقين التي ما لبثت أن عانت من حروب متكررة أدَّت في النهاية إلى استشهاد الملك، وهو الأمر الذي يفسر فقدان النسخة الأصلية لهذه الإجازة. فعلى الرغم من أنّ عثمان يحيى يقول إنَّ نسخة كوبرلو رقم 766 منقولة عن الأصل، وكذلك يحدد فهرس المكتبة أنَّ هذه المخطوطة كتبت أثناء حياة الشيخ محي الدين، وربما سنة 632 هـ، غير أنَّ هذا لا يمكن تأكيده، رغم أنها موجودة فعلاً ضمن مجموع قديم فيه بعض الرسائل التي قرئت على الشيخ محي الدين، ولكنَّ رسالة الإجازة الموجودة في هذا المجموع هي نفسها مكتوبة بخطٍّ مختلف وأحدث من باقي الرسائل. وقد لاحظنا أنَّ الخط الذي كُتبت فيه هذه النسخة من الإجازة كُتب فيه أيضاً بعض الملاحظات التي تذكر أشخاصاً في القرن التاسع الهجري، مثل عبيد الله محمد بن عمر ابن عزم، الذي تكرر اسمه في أعلى العديد من الصفحات، وهو مؤرخ معروف من أهل تونس، وكان يتكسَّب من خلال عمله بالتجليد وتجارة الكتب، وجاور وتوفي بمكة سنة 891 هـ، وكان شديد الحرص على جمع هذه الكتب، كما قال عنه السخاوي أنه كان حريصاً على تحصيل تصانيف الشيخ محي الدين والتنويه بها وبمصنِّفها، حتى صار داعية لمقالته [الأعلام للزركلي، ج ٦، ص ٣١٥]. كلُّ هذا يرجّح أنه ربما يكون هو الذي كتب نسخة الإجازة الموجودة في هذا المجموع القديم، وكذلك فقد صرح الناسخ، بنفس الخط، في الصفحة 146أ، أنه تمت مطالعتها في القاهرة في شهر شعبان من سنة سبعين وثمانمائة، وبالتالي لا تُعدُّ هذه النسخة قديمة، لكننا لاحظنا أيضاً أنها متطابقة إلى حدٍّ كبير مع نسخة شهيد علي 2796 التي يبدو أنها أقدم النسخ المتوفرة، وربما تكون قد نسخت منها.

فلقد وجدنا من خلال تفحّص العديد من المخطوطات الموجودة بين أيدينا اليوم أنَّ أهمها وأقدمها هي مخطوطة شهيد علي باشا رقم 2796، وهي نسخة غير مؤرخة بشكل صريح ولكنّها مكتوبة من قبل الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد ابن قيصر، الذي توفي سنة 721 هـ، وكان مدير المكتبة في زاوية الشيخ صدر الدين القونوي، مما يعطي هذه المخطوطة أهمية إضافية كبيرة، ولذلك سوف نعتمدها كمخطوطة أساسية في هذا التحقيق، وسوف نشير إليها باسم مخطوطة أو نسخة "شهيد علي".

وكذلك فقد وجدنا أنَّ مخطوطة برنستون رقم 4098، ومخطوطة الظاهرية رقم 4679، متطابقتان أيضاً مع هذه المخطوطة، وكذلك يوجد عليهما عبارت منقولة من الشيخ محمد ابن قيصر؛ وقد سردت هذه المخطوطات جميعها حوالي 265 عنواناً، ثم ألحقت بها عناوين أخرى كإضافة على الإجازة الأصلية، وذلك بعد انتهاء النص الذي كتبه الشيخ محي الدين، وذلك بعد كتاب "العبد والرب"، تماماً مثل ما هو مذكور في الفهرس أيضاً. وسوف نقارن بعض الخلافات مع هاتين المخطوطتين التي سوف نشير لهما باسم "برنستون" و"الظاهرية".

فعلى الرغم من الاختلافات الطفيفة بين عدد العناوين المذكورة في النص الرئيسي للإجازة وفق هذه المخطوطات، ووجود بعض التقديم والتأخير في ترتيبها، فإنّ الملامح الرئيسة متطابقة تماماً، حيث إنّ جميعها تبدأ وتنتهي بنفس الشكل، وتنقسم إلى نفس الفقرات وبشكل مشابه تماماً لما هو موجود في الفهرس الذي ذكرناه أعلاه، كما أنَّ أغلب العناوين مذكورة أيضاً في الفهرس، وكلاهما يبدأ بذكر كتب الحديث، ثم التفسير، ثم الأسرار، وبترتيب متشابه، وينتهيان بكتاب "العبد والرب"، وبالتالي لا يوجد أدنى شك في نسبة هذه الإجازة للشيخ محي الدين، ولكنَّ سبب هذه الخلافات بين النسخ لا يعدو كونها أخطاء من الناسخين، خاصةًّ وأنَّ بعض هذه النسخ هي مجرد مدونة شخصية كتبها بعض النسّاخ، وفي بعض الأحيان صرَّحوا أنهم نقلوها عن أصل سقيم، كما سنرى بعد قليل.

4.1.1- النشرات السابقة

4.1.2- قائمة المخطوطات المتوفرة