شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.0 - المصدر الرابع: الإجازة للملك المظفر

”ألا ترى إلى أكابر الملوك كيف يضاحكون أولادهم، بما ينزلون إليهم في حركاتهم، حتى يضحك الصغير! ولم أر من الملوك من تحَقق بهذا المقام في دسته، بحضور أمرائه والرسل عنده، مثل الملك العادل أبي بكر بن أيوب (وهو والد الملك المظفر المخصوص بهذه الإجازة) مع صغار أولاده وأنا حاضر عنده بميافارقين، بحضور هذه الجماعة. فلقد رأيت ملوكا كثيرا ولم أر منهم مثل ما رأيته من الملك العادل في هذا الباب، وكنت أرى ذلك من جملة فضائله ويعظم به في عيني، وشكرته على ذلك. ورأيت من رفقه بالحريم وتفقد أحوالهن وسؤاله إياهن ما لم أر لغيره من الملوك، وأرجو أن الله ينفعه بذلك‏.“

الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي (الفتوحات المكية، ج4ص225).

مثلما هو الحال بالنسبة لفهرس المصنفات، تُعدُّ الإجازة، التي كتبها الشيخ محي الدين للملك المظفّر، من أهم الوثائق التي تحصي الكثير من كتبه وشيوخه الذين الْتقاهم وتعلّم منهم وأخذ عنهم وقرأ عليهم، ولكن بخلاف الفهرس فإنَّ مخطوطات هذه الإجازة تعدُّ حديثة نسبياً وغير أصلية، وهي تختلف كثيراً فيما بينها، سواء في عدد الكتب المذكورة أو في اسم الملك الذي كتبت له. ومع أنَّ هذا لا يقلل من أهميتها، لأنَّ الدراسة المنصفة تزيل الكثير من هذه الخلافات السطحية كما سنرى بعد قليل، لكنَّنا سنجد أنَّ نسبة التوافق بين الإجازة والفهرس، من حيث عناوين الكتب المذكورة فهما، تزيد عن 90 بالمئة. فإذا أضفنا على المصدر الأول، وهو الفهرس، عناوينَ المصدر الثاني والثالث المذكورة أعلاه، نجد أنَّ الإجازة لا تضيف سوى بضعة عناوين على هذه المصادر الثلاثة الأساسية السابقة. من أجل ذلك، وبسبب عدم توفر مخطوطات أصلية، لن نعد هذه الإجازة بين المصادر الأساسية لتصنيف كتب الشيخ محي الدين.

كتب الشيخ هذه الإجازة بدمشق في الأول من محرّم سنة 632 هـ، وأهداها إلى الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل الأيوبي، بحسب أغلب المخطوطات، ويذكر فيها حوالي سبعين من شيوخه وما بين 260 إلى 290 مصنفاً، بحسب نسخة المخطوطة، وأوصلها العياشي في ماء الموائد إلى 358، كما سنذكر بعد قليل، كما نقل القاري البغدادي عن الشيخ الفيروزآبادي أنها تبلغ نيفاً وخمسمائة. وكذلك يقول المقرئ التلمساني في نفح الطيب أنّه وقف على هذه الإجازة وفيها نيّفاً وأربعمائة مصنف! لكنَّ أغلب الظنِّ أنّ هذه الزيادات أتت من الناسخين الذين أضافوا لها العناوين الموجودة في رسالة الفهرس وغيرها مما يُنسب للشيخ محي الدين، وبعضهم صرَّح بذلك، في حين صرَّح البعض الآخر أنَّه نقل عن مخطوطات معلولة وغير واضحة تماماً.

4.1- مخطوطات الإجازة وطبعاتها

4.2- صحة نسبة الإجازة للشيخ محي الدين

4.3- الاختلاف في عدد المصنفات بحسب المخطوطات

4.4- الاختلاف في اسم الملك المجاز

4.5- النص الكامل للإجازة للملك المظفر